يوسف السندي يكتب.. أعظم بيانات لجان المقاومة

اخيرا ضوء يلوح في الافق بعد ليل الفرقة والاختلاف الثوري غير المبرر، لجان المقاومة اصدرت بيانا ليل الأمس الثلاثاء أعلنت فيه عزمها المضيء قدما نحو خطوات توحيد القوى الثورية المناهضة للانقلاب بالوحدة التنسيقية ( او غيرها) مع القوى السياسية والمهنية المقاومة للانقلاب.

الاختلاف الذي ضرب قوى الثورة وحولها لجذر معزولة، كان العامل الأهم في استمرار الانقلاب، فالتجربة علمت جميع السودانيين المؤمنين بسودان حر ديمقراطي، ان وحدة الجماهير والقوى المؤمنة بالتغيير الديمقراطي هي السبيل الوحيد لاسقاط الانقلابات.

الحالمون (كما أسماهم الأمام الراحل الصادق المهدي) من المتشددين الموجودين في بعض لجان المقاومة وفي بعض الاحزاب السياسية، يظنون ان بمقدورهم انجاز التغيير لوحدهم، بلا مساندة من القوى السياسية المختلفة معهم، وبلا دعم من القوى المهنية، وهذه ( احلام زلوط).

اختلاف القوى الثورية وعدم وحدتها جعل الجماهير تشكك في جدوى دعم مشروع التغيير الديمقراطي الذي تختلف تياراته وتتبادل التخوين.

وحدة القوى الثورية سوف تعيد الجماهير إلى إيمانها الكامل بالوطن الديمقراطي، وستجذر مجددا مفاهيم الاختلاف الموضوعي لا الخلاف الأعمى.

لكل ثائر رؤيته الخاصة ولكل تيار ثوري برنامجه ومنهجه المختلف عن التيارات الأخرى، ولكن الجميع يتفقون على مباديء عامة لا خلاف حولها مثل إسقاط الانقلاب، اقامة العدالة، محاسبة قتلة الشهداء، وإنجاز انتخابات عامة في نهاية الفترة الانتقالية، لذلك تمترس اي ثائر او تيار في منطقته الخاصة ومحاولة إجبار الآخرين من الثوار على قبول طرحه فقط لا غير، هو جهل يهزم الثورة ويهدر التضحيات.

سوف نشاهد بيانات رافضة لبيان لجان المقاومة، فقد علمتنا التجربة الثورية الراهنة ان (الحلو ما يكملش)، ولكنها ستكون بيانات معزولة بلا سند جماهيري ولا قوة موضوعية.

البناء السريع والفوري على بيان لجان المقاومة نحو تكوين المكتب التنسيقي الموحد لتيارات الثورة من لجان مقاومة واحزاب سياسية وكيانات مهنية يجب أن يمضي نحو التبلور، وأن يشرع مباشرة في توجيه دفة الثورة والمضي بها بعزم نحو إسقاط الانقلاب وإقامة السلطة المدنية الديمقراطية.

صحيفة التحرير

Exit mobile version