هذه الدعوة التي يرددها البعض الآن بأن هناك أيادي تسعى لتفكيك الجيش السوداني تقبل احتمالين:
الأول: هي أنها صادقة وفعلا هناك أيادي ضبطت في أكثر من مرة ترسم لتفكيك الجيش السوداني سواء من تآمرات داخلية أو أخرى غربية.
الاحتمال الثاني: أن هذه الدعوة مصطنعة ومختلقة من أجل تمرير من يسيطر على الوضع الآن؛ ليثبت نفسه ويمنحها الشرعية في الإمساك بالسلطة.
فلا ينفع الآن نشر دعوة تسييس الجيش من أجل السيطرة على الحكم كما لا ينفع تخوينه أو اتهامه بالضعف كل هذه المداخل ليست مناسبة الآن، وذلك من أجل كسب جانب الجيش. إذ ليست هناك سوى وسيلتين للتحكم على السلطة:
إما عبر الجيش.
أو عبر الشعب.
وبما أن الشعب الآن متمرد على كل من مارس السلطة، فليس هناك حل سوى الالتفاف حول الجيش.
كل الدلائل تقريبا تشير إلى أن الاحتمال الثاني هو الأقرب للصواب إذ كيف يمكن الدعوة لتفكيك الجيش السوداني من دون ذكر أي ثغرة لذلك.
هل جيشنا بهذه الهشاشة واللامؤسسية. فقط جالس منتظر من يفككه؟
ثم ماهو شكل الإبدال أو التغيير الذي يمكن أن تضعه هذه الجهات المفككة؟
لا أحد يمكن أن ينساق وراء هدم بيته.
يبدو أن هذه الدعوة من نسج خيال من يريد أن يتحكم في السلطة، فلم يعرف على مر التاريخ السوداني بأن هناك جهة تريد أن تفكك الجيش السوداني كما لا يستطيع أحد مهما كانت الخيوط الممسك بها أن يحقق هذا الفعل.
صحيح هناك دعوة يمكن أن تحرك بغرض تأجيج الصراع القبلي ومن ثم تحريك فكرة حق تقرير المصير.
ففكرة التأجيج القبلي وفكرة حق تقرير المصير لأي طرف من أطراف البلاد يمكن أن تستغل لتمرير أجندة معينة، وبالتالي يمكن أن تصدق؛ لأن هناك أسباب كثيرة أمنية وثقافية وثروات يمكن أن تبرر هذا التصديق.
أما قصة تفكيك الجيش السوداني، فواضح أنها فرية يقصد بها التمسك بالسلطة لا أكثر.
صار جيشنا السوداني ملطشة، فما أن يريد كيانا أن يتصدر المشهد السياسي إلا ويستعين به.
فمرة يستخدم تحت شعار شعب واحد جيش واحد؛ لإزالة ما هو قائم من حكم.
ومرة بستخدم بإزالة نظام قائم من خلال انقلاب يوهم الناس بأن همه أمن وسيادة البلاد.
وها هي اليوم جاءت تقليعة جديدة لاستغلال الجيش تدعي بأن هناك جهة تريد تفكيكه، وما فكرة التفكيك إلا فكرة خسيسة لذات الهدف وهو الاستيلاء على السلطة.
استغلال الجيش من أجل الوصول به للحكم هذه السياسة كما أنها تسيء للوطن فهي كذلك تسيء للجيش، ولن يستقر حال البلد إلا بإبعاد الجيش من كل هذه الترهات ليظل هو العرين الذي يحفظ البلاد والعباد.
صحيفة الانتباهة