النذير إبراهيم العاقب
*
يزخر إقليم النيل الأزرق بجملة من الفرص المتاحة في مجال السياحة، والذي من العلوم أنه تمتع بطبيعة خلابة وساحرة ويمتلك كافة مقومات السياحة، خاصة السياحة النيلية على الشواطئ الممتدة على ضفتي النيل الأزرق والجبال والوديان الساحرة، بجانب الحياة البرية لوجود أنواع من الطيور وصقر الجديان النادرة، ويدخل إقليم النيل الأزرق ضمن امتداد حظيرة الدندر القومية.
وباستعراض مقومات الساحة في الإقليم نجد أنه يزخر بمناطق غنية بالسياحة حيث توجد حظيرة يابوس التي تضررت من الحرب، مما أدى إلى هجرة الحيوانات غابات الإقليم البكر والتي ما زالت تضم الكثير جداً من الحيوانات، ومع تمتع النيل الأزرق بهذه المقومات إلا أنه في الحقيقة يفتقر للبنيات التحتية للسياحة من طرق معبدة وفنادق رغم وجود عدد من الفنادق، بجانب تصديق بإنشاء عدد من الفنادق الأخرى، إلا أنها لم ترَ النور بعد، ستكون بلا شك إضافة حقيقية لمقومات السياحة في الإقليم والذي كان للحرب اللعينة دور كبير في إقعاده عن ركب تطور السياحة، خاصة في محافظات باو والكرمك وقيسان، والتي تضم آلاف المناطق والربوع السياحية الطبيعية، وذلك لخوف المستثمرين من المغامرة بأموالهم، ومع بشريات السلام هناك الكثير من الفرص ليعود للسياحة في النيل الأزرق ألقها وبهاؤها وأنها موعودة بنهضة سياحية كبرى.
وبحكم التصاقنا بملف الإعلام والثقافة والسياحة بالنيل الأزرق فإن هناك الكثير من المشاريع المقترحة والمجازة في خطة العام ٢٠١٩م في هذا الخصوص، وتتمثل في قيام المسح السياحي لتحديد الخارطة السياحية للولاية، والذي يمكن من خلاله عمل الدليل السياحي في النيل الأزرق.
وأبرز هذه المشروعات خطط تطوير السياحة النيلية والمنتجعات السياحية، خاصة وأن الإقليم يعاني من عدم وجود أماكن ترفيهية، خاصة حاضرته الدمازين، والتي تمتلك أحد أكبر مقومات السياحة والمتمثلة في وجود خزان الرصيرص، وموقعه السياحي المتميز، وأهمية التفات الجهات المختصة بالإقليم لهذه الجزئية المهمة، والعمل على استقطاب الشركات العاملة في مجال السياحة والتصديق لها بمساحات بمحاذاة شاطئي النيل الأزرق القريبة لخزان الرصيرص، لتكون متنزهاً للأسر والأطفال، وإنشاء منتجعات سياحية على أحدث طراز، مع أهمية شروع وزارة الإعلام والثقافة والسياحة (إن وجدت)، وبحكم أنها ذات الاختصاص في هذا المجال، بالشروع الفوري في إنشاء متحف يسهم في حفظ وصيانة الآثار التاريخية التي توجد بمختلف محافظات النيل الأزرق بجملة من المواقع الأثرية والتاريخية، مثل فامكا وفازغولي وقصر الملكة آمنة ومناطق أخرى متعددة بقيسان وأقدي والتضامن وشمال الدمازين بجانب الروصيرص عاصمة مشيخة خشم البحر بفازغلي، فضلاً عن التوثيق للتاريخ الناصع للسلطنة الزرقاء التي شكلت أول دولة إسلامية في إفريقيا ككل، وحكمت حتى مصر لأكثر من ثلاثة قرون.
ولعل أبرز التحديات التي تواجه وزارة الإعلام، والتي نطمع حقاً في إصدار قرار من قبل حاكم الإقليم لإنشائها، يتمثل في عدم الفهم لماهية وأهمية السياحة وأثرها المرجو لجهة رفد خزينة الإقليم، وتنمية الاقتصاد المحلي القومي، ناهيك عن عدم توفر بيئة عمل مناسبة للعاملين بقطاع السياحة والآثار في النيل الأزرق، وكذلك قلة وسائل الحركة المتمثلة، كما أسلفنا في عدم وجود طريق واحد مسفلت من شأنه أن يوصل إلى المناطق الزاخرة بالسياحة في الإقليم، بجانب نقص التدريب الكافي للكوادر العاملة في مجال السياحة في النيل الأزرق، الأمر الذي يحتم ويستدعي ضرورة التفات حكومة الإقليم والعاجل لهذا الأمر وتسريع مسألة توفير الدعم لإدارة للسياحة والآثار في الوزارة، خاصة المشاركة في المناسبات القومية المختصة بالسياحة، وصولاً لإيجاد خطط فاعلة للارتقاء بقطاع السياحة في النيل الأزرق، لا سيما وأنه يحتوي على معادن ثمينة مثل الذهب والكروم والرخام والبرانايت، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في زيادة الدخل القومي للإقليم والذي تتميز الطبيعة الجغرافية فيه بتنوع التضاريس والثروات الطبيعية، حيث يغلب على أراضيه مساحات شاسعة من الغابات النيلية التي تقع على ضفاف نهر النيل الأزرق، وتمتد من الحدود مع إثيوبيا إلى حدود ولاية سنار وجبال الإنقسنا وفازوغلي.
صحيفة اليوم التالي