بالصورة.. عواصف الزمن هزت «جبل» الهلال السوداني
«لا أجد أدنى حرج في الاعتذار لأخينا ياسر رحمة عن تقصيرنا جميعاً في حق لاعب بقامته وقيمته المعلومة للجميع»، بهذه الكلمات عبر قائد الهلال والمنتخب الوطني السابق هيثم مصطفى عن تضامنه مع لاعب الفريق السابق والمنتخب الوطني السابق ياسر رحمة – الذي كان يلقب بالجبل لقوته وثباته، حيث كان يعتبر خط دفاع كاملاً -، في إشارة لصورة اللاعب التي أشعلت مواقع التواصل وعبرت عن معاناة اللاعب الذي تدهورت أحواله المالية بعد أن كان ملء السمع والبصر في فترة من أميز فترات نادي الهلال والمنتخب الوطني، مع مجموعة من المواهب التي قدمت وقتها عصارة الفن والإبداع الكروي، غاب ياسر رحمة عن المشهد الرياضي بعد اعتزاله كرة القدم وانقطعت أخباره، مثل كثيرين غيره، إلى أن ظهرت الصورة التي وجدت تعاطفاً كبيراً من عشاق كرة القدم السودانية بمختلف ألوان طيفهم الكروي.
من المسؤول؟
شكل سؤال من المسؤول عن تدهور أوضاع أعداد كبيرة من اللاعبين، بعد اعتزالهم اللعب؟ ركيزة أساسية في النقاشات التي انتشرت بكثافة في الأسافير ومن خلال الصحافة الرياضية، والتي سبق لها أن قدمت تحقيقات وحوارات مع لاعبين لعب الزمن معهم لعبته، وتراجعت أوضاعهم الاقتصادية، حيث عمل أغلبهم في أعمال تم وصفها بالهامشية، لا تعكس نجوميتهم التي كانت، واعتبرت أعداد كبيرة من المشاركين في النقاشات اللاعب المسؤول الأول عما وصل إليه من حال يغني عن السؤال، لأنه لم يضع حساباً لزمن يغادر فيه المستطيل الأخضر إلى غير رجعة، فيما اعتبر آخرون أن المسؤولية تقع على عاتق الدولة والإدارات التي تعرف قيمة اللاعب في المستطيل الأخضر مقدماً العطاء ومساهماً في إنجازات الفريق، وتتجاهله عندما يصبح خارج المنظومة وحددت اللاعبين أصحاب البصمة والتاريخ المليء بالإنجازات ومن ساهم منهم في إسعاد الجماهير وانتزع منها الآهات وهستيريا الكرة المحببة.
قهر اللاعب
مقولة شهيرة لسكرتير الاتحاد السوداني السابق والأمين العام الحالي مجدي شمس الدين، وصف اللاعب السوداني بالمقهور من الإدارات والمحارب من الإعلام والبعيد عن اهتمام الدولة، وأنه يأتي في آخر أولويات المنظومة الكروية رغم أنه أساس لعبة كرة القدم والمتبقي من المنظومة عامل مساعد يدعم اللاعب ليخرج أفضل ما لديه في الملعب.
قيم الرياضة والمبادئ
عبر التاريخ شكلت الرياضة في العموم وكرة القدم في الخصوص قيم ومبادئ تدعم الإنسان في الأزمات والكوارث والجانب الاجتماعي من أعلى قمة الهرم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، والاتحادات القارية والوطنية، وعلى مستوى نجوم كرة القدم دولياً ومحلياً، وتم تنظيم المناسبات الرياضية الداعمة للمتضررين من الفقر والجوع والكوارث الطبيعية، والأدوار الاجتماعية التي تعبر عن خصوصية تختلف من دولة لأخرى، وقام اللاعبون بمساندة زملاء لهم عانوا من ظروف صحية ومشكلات حياتية.
وفي السودان قامت الرياضة بأدوار مجتمعية كبيرة، وكانت لها بصمة واضحة في دعم كثير من القضايا الاجتماعية، وسند المتضررين من الكوارث الطبيعية.
صحيفة البيان