الكتاب المدرسي جدل مستمر

شهد الكتاب المدرسي خلال العامين الماضيين جدلاً واسعاً، بعد أن درجت وزارة التربية والتعليم الاتحادية في عهد الوزيرة تماضر، على طباعة الكتاب بدولة الهند، وقد فشلت الشركة التي وقع لها عطاء الطباعة في توصيله للسودان في الوقت المحدَّد ليظل عالقاً أكثر من عام دراسي، ليتجه أصحاب الطابع الخاصة للعمل في طباعة الكتاب مما شكَّل خطراً على المنهج، مما استدعى وزارة التربية بالقيام بحملة تضبط وتفتيش لتلك المطابع .

فشل وزاري

قال عدد من أصحاب المدارس الخاصة إنهم لجأوا إلى المطابع الخاصة لتوفير الكتاب المدرسي، بعد أن فشلت وزارة التربية من خلال لجنتها السابقة لرئاسة مدير الشؤون الإداريه السابق في تسليمهم حصصهم رغم سداد الرسوم كاملة، وقالوا لـ(الصيحة): إن لديهم التزامات تجاه التلاميذ وأولياء الأمور، وعليه يجب توفير الكتاب، لذلك اتجهوا تلك المطابع لأنها توفر عليهم عامل الوقت بعيداً عن مماطلة الجهات الحكومية .

منهج صحيح

فيما كشف صاحب مطبعة عن صحة الكتاب المدرسي الذي يقوم بطابعته وهو منهج المتوسط لأنه غير متوفر بالمخزن المركزي للوزارة، وأنه يراقب كافة الشروط والمواصفات، وأضاف أنه اتجه لطباعته بناءً على رغبة أصحاب المدارس الخاصة التي عانت العام الماضي من مشكلة الكتاب وأضاف: إن الوزارة ترفض التصديق لهم، وتتعامل مع مطابع بعينها، إذ تعتبر مطابعنا غير مؤهلة وهذا غير صحيح بحسب حديثه .

الوزارة تترافع

فيما ترافع مدير الشؤون الإدارية والمالية بوزارة التربية والتعليم الاتحادية دكتور صلاح الطيب، عن وزارته وأقر بفشل اللجنة السابقة في تسليم المدارس الخاصة حصصها، إلا أن لجنة الكتاب الجديدة التي كوَّنها دكتور محمود الحوري، وأنهم عقدوا اجتماعاً مع اتحاد أصحاب المدارس الخاصة، حيث كانت لهم وجهة نظر؛ إلا أن الوزارة طرحت لهم أهمية توحيد مصدر الكتاب المدرسي لضمان سلامة المحتوى والمواصفات الخاصة بالطباعة، وتم الاتفاق على ذلك، بعد تم عرض نسخ غير مطابقة من حيث تصغير حجم البنط لتقليل عدد الصفحات وبالتالي تقليل التكلفة وهذا أمر مرفوض، فضلاً عن وجود بعض الأخطاء اللغوية والمطبعية، وهناك صفحات محذوفة فضلاً عن طباعة كتب تم إلغاؤها، وتم ضبط مطبعة واحدة تم إيقافها عن العمل بالتعاون مع نيابة حماية المستهلك .

مطابع موحَّدة

وكشف الطيب عن تسليم الكتب هذا العام في موعدها سواءً للتعليم الخاص أو الحكومي، والآن هناك خمس ولايات استلمت متأخراتها بشكل كامل، وأن الوزارة متعاقدة مع مطابع موحدة منها المطبعة الدولية وآفاق الحاسوب ومصحف أفريقياً وطبعة جامعة أم درمان الإسلامية وجامعة الزعيم الأزهري، وهي طابع مؤهلة وتمت زيارتها ميدانياً والإطلاع على جاهزيتها، مؤكداً حل جميع الإشكالات المالية الخاصة بتلك المطابع وتم سداد كافة المديونيات التي كانت على الوزارة خلال لجنة الكتاب المدرسي السابقة وقدرها (800) مليون جنيه.

وكشف -أيضاً- عن استلام (80%) من جملة الكتاب المدرسي لمرحلة الأساس من الثاني وحتى الخامس، وكانت هناك مشكلة كبيرة جداً، والآن تم استلامها ولكن هناك تحدٍ آخر وهو تسليم المدارس الخاصة وتم استلام نسخ وتمت مراجعتها ببخت الرضا وسوف تشرع الوزارة في طباعتها داخل السودان عبر مطابع محلية، وفي ذات السياق تم استلام النسخ الذهبية للصف الثاني متوسط وتم استلام كراسة العطاءات التي تضم المواصفات وسوف تبدأ عمليات الطباعة خلال هذا الأسبوع بواقع (50) ألف كتاب، كل خمسة أيام، لكل ماكينة .

وعاب خطوة الطباعة بالخارج، وقال: إن (5) ملايين دولار، كانت كافية لإنشاء مطبعتين داخل السودان مع وجود فائض من الأموال.

عرض: أم بلة النور
صحيفة الصيحة

Exit mobile version