يمكنك تصنيف نادي النيل العالمي المملوك لجهاز المخابرات العامة بأنه مفخرة ووجهة سياحية محترمة ومعتبرة في بلادك ، وذلك من حيث الموقع والخدمات ومستوى ونوعية الترفيه ، لا يضيرك في ذلك الحملة التي انطلقت قبل فترة ل #مقاطعة_النيل_العالمي لأسباب سياسية وطبقية ، ومع أن معظم القائمين على الحملة لا يملكون اشتراكا في النادي ولا يرتادونه من الأساس ، فقد خلطت الحملة بين الدافع الطبقي والدافع السياسي ، لتقف جنبا إلى جنب مع الدعوة التي تتحدث عن حماية هوية السودانيين باعتبار أن النادي يستهدف هويتهم ويفترض به غير ذلك لأنه تأسس من أموال الشعب ودافع الضرائب السوداني .
عن نفسي أعتقد أن نادي النيل هو نادي البرجوازية الوطنية الصغيرة مقارنة بنادي تارا الموجود أيضا في شارع النيل والذي يستهدف الطبقة ما بعد البرجوازية ، فتذكرة الدخول لنادي النيل 20 ألف جنيه ( دخول بس ) مقابل نادي تارا الذي يمنع الدخول إلا للمشتركين ، أما الاشتراك السنوي في نادي النيل فهو 6000 دولار ، مقابل 8000 دولار رسوم الإشتراك في نادي تارا ، وهذه المبالغ بسيطة جدا بالنسبة لمرتادي نادي النيل من (برجواز الخرطوم الجدد الصغار ) من أسر منسوبي الحركات وموظفي المنظمات ومصادر السفارات ، لكنها مبالغ خرافية وفوق طاقة المواطن السوداني العادي (الإنت خايف على هويتو) .
ف ما دام هؤلاء البرجواز المستجدين لديهم أموال ويرغبون في إنفاقها فالأفضل أن ينفقوها في نادي النيل من أن يسافرو بها للخارج القريب أو البعيد و (جحا أولى بلحم تورو) .
عليه ، لا خوف على هوية البروليتاريا ومحدودي الدخل من التجريف والإستلاب الثقافي المرجح أن يسببه نادي النيل ، فهذه الطبقة ستظل محافظة ما دامت قريبة من خط الفقر والشظف والمكابدة ، ويوم أن يغتني فرد هذه الطبقة سيغير أسلوب حياته ليتناسب مع أسلوب حياة الطبقة الجديدة التي يسعى للإنتساب إليها ، وتتغير هويته طوعا عبر إجراءات بسيطة تبدأ بالحركة من ست الشاي نحو الكافيه ومن الحاج يوسف نحو كافوري ومن الدكان نحو المول ، ثم يكون (أوبن مايند) تماما ويتم تدجينه طبقيا وتجنيده ليكون عدوا لدودا لكل ما كان عليه من قبل ..
* هذا الكلام ليس على إطلاقه ، رغم أنه نتاج لمراقبة ودراسة في أحوال المجتمعات والأفراد .
يوسف عمارة أبوسن