فيصل محمد صالح يسقط في مستنقع التجاوز الأخلاقي والوطني لمهنة الإعلام في السودان

فيصل محمد صالح .. عندما يفقد (المثقف السياسي) ظلّه !!

• كنت أظن حتي وقتٍ قريب أنّ الأستاذ و الوزير فيصل محمد صالح من قلّة تبقي لها من النُهي وثروات النفوس والعقول ما تُميّز به الأمور وتَزِن المواقف حتي وضعت الأقدار الرجل في ثلاثة مواقف كان آخرها كافياً لأُسقط فيصل من قائمة الذين كنت أرجو فيهم رشداً وعقلاً في زمانٍ كُثر جُهاله ودمدمت قيامة بؤسه وقلة حيلته وهوانه علي الدنيا والناس !!

• أما الموقف الأول فكان يوم تبيّن لأهل السودان عامة أنّ الفريق البرهان رئيس مجلس السيادة قد تجاوز كل محرّمات السياسة السودانية وذهب للتطبيع مع (إسرائيل) ..كان فيصل يومها وزيراً للثقافة والإعلام بحكومة حمدوك والتي دخلها ضمن كوتة المجتمع المدني ..وكنت أظنه جلس علي كرسي الوزارة بصفته ملتزماً صف الناصرية التي أعطته بعضاً من طعم .. وكثيراً من بريق !!

• تطلعت يومها وتجولت في القنوات الفضائية ومواقع التواصل الإخباري لأجد فيصل محمد صالح وقد سجل موقفاً سيحفظه له تاريخ الصحافة والسياسة ليس في السودان وحسب وإنما بطول عالمنا العربي والإسلامي الذي بات هو الآخر متطلعاً لمسؤول عربي رفيع يركل كرسي السلطة ويتقدم باستقالته من منصبه احتجاجاً علي قرار رئيس دولته التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي ..

• خيّب فيصل محمد صالح يومها ظني ..وكان كل ماقاله العذر الأقبح من الذنب ..قال إن البرهان لم يستشر المدنيين في الحكومة !!

• إزدرد فيصل محمد صالح يومها كل ما خطه قلمه الذهبي .. سكت عن إدانة أخلاقية لموقف البرهان ..إدانة كانت سترفعه مكاناً عليّاً في نفوس كل المثقفين من المحيط إلي الخليج ..باع الرجل تاريخه ومواقفه ..أغلق فمه وغاص في كرسي الوزارة الذي لم يهنأ به طويلاً ..خرج منه لاحقاً إلي المعتقل بعد إنقلاب البرهان علي حكومة حمدوك ورفاقه الضعاف !!

• أما الموقف الثاني فكان يوم بعث المدعو الرشيد سعيد التاتشرات وعربات الدوشكا وعصابة لجنة التمكين لإغلاق صحيفة السوداني ومصادرتها ..يومها كنت أظن أن فيصل محمد صالح سيغضب ويثور ويعلن علي الملأ استهجانه لخطوة احتلال السوداني ..المؤسف حد الوجع أن فيصل الوزير سكت عن هذه الإهانة لكل الصحفيين السودانيين وفي مقدمتهم زميله ضياء الدين بلال وقبله الرجل النبيل جمال الوالي ..سقطت كل أوراق التوت ..ووقف فيصل عارياً من كل إدعاء بمناصرته للحريات الصحفية ..اتضح جليّاً أنّ الحريات التي يتمشدق بها وزير حمدوك الباهت لها مقاس عنده معلوم ..ولون محفوظ !!

• أما الموقف الثالث والأخير فهو تصريحه الخطير والغريب يوم أمس ..أقول يوم أمس ..قلت للذين أنحوا باللائمة عليه وهو يتصرف بطريقة صبيانية في إنتخابات مايُسمي بنقابة الصحفيين ، قلت لهم : دعونا نجد للرجل عذراً .. فهو يبحث عن موطئ قدم ليعتذر لشباب الثورة المصنوعة الذين شيعهوه باللعنات كما هو حال تعاملهم مع كل وزراء حكومة شتات الحرية والتغيير ..دعونا نلتمس عُذراً لفيصل محمد صالح وهو يبحث عن مكانٍ له وسط كل قطاع الصحفيين والإعلاميين الذين استهجنوا مواقفه الرمادية من قضايا المهنة بعد جلوسه علي كرسي الوزير ..

• التمسنا العذر للرجل وهو يشرعن لعهد الانقلاب والتجاوز لكل التشريعات والقوانين التي تنظم عمل الدولة التي كان حتي وقت قريب أحد الوزراء الذين استمتعوا بنعيم السلطة ولم يحتجوا علي القوانين التي يأتي فيصل ويركلها اليوم ظناً منه أنه يفتح الطريق لمتمردين جدد علي الدولة السودانية وهذه المرة متمردون من حملة الأقلام وشاغلي مهنة الصحافة ..يتمردون علي الدولة باعلانهم صراحةً أنهم لا يعترفون بالقوانين والتشريعات السودانية التي تنظم مهنة الصحافة والإعلام في السودان ..

• وممايؤسف له أن قائد حركات الكفاح المسلحة الجديدة هذه المرة هو أستاذ الإعلام والحائز علي القلم الذهبي فيصل محمد صالح ..

• سقط فيصل محمد صالح في مستنقع التجاوز الأخلاقي والوطني لمهنة الإعلام في السودان وهو يصيح بصوته المشروخ إنه يعترف فقط بصوت القاعدة الصحفية ..ولايعترف بقانون الصحافة ولا مجلس الصحافة السوداني!!

• وحتي لا تنسي مجموعة الصحفيين الذين يقودهم فيصل للتمرد علي قوانين السودان ..حتي لاتنسي هذه المجموعة نقول لهم إن الفيصل هذا شارك في جُل إن لم يكن كل جلسات النقاش والحوار التي إلتأمت طيلة سنوات الإنقاذ لمناقشة واقرار التشريعات والقوانين التي تحكم مهنة الصحافة والإعلام بالسودان ..وممايُؤسف له حد الوجع أن فيصل محمد صالح الذي قال أمس إنه لايعترف بقانون مجلس الصحافة ، فيصل هذا كان أبرز الذين شاركوا في مناقشة قانون مجلس الصحافة للعام 2010 وقال فيصل بعظمة لسانه إن هذا أفضل قانون ليبرالي تنتجه الإنقاذ !!

• من قال هذا هو نفسه فيصل محمد صالح نسخة 2022 ..نسخة باهتة ..رديئة الطباعة والمحتوى لمثقف وسياسي فقد مواقفه ..وقبلها ظله !!

عبد الماجد عبد الحميد

عبدالماجد عبدالحميد

Exit mobile version