تابعت هذه الصحيفة ملف (مخدرات إسرائيل) متابعة لصيقة وبيقظة عالية من الصحفية النابهة (هاجر سليمان)؛ وهي متابعة خبرية واستقصائية؛ وفي تقديرنا على كل مسؤول في هذه البلاد أن يقرأ هذا الملف بعين مفتوحة- وقلب وطني- ؛ ويلزم نفسه بما يجب عمله؛ خاصة أن بلادنا مستهدفة استهدافاً كبيراً من مافيا المخدرات الدولية وشبابنا في وجه المدفع.
في الآونة الأخيرة كثر الحديث والطرق الاعلامي على قضايا المخدرات؛ منذ قضية (الحاويات) الشهيرة؛ التي تمت فصولها في عهد البشير؛ والتي قام مسؤولون رفيعون أيامئذ بتهريب أحد المتهمين الرئيسيين (اجنبي الجنسية) من السجن؛ وما زالت فصول وأحداث القضية قيد المحاكم والنظر.
بعد كل هذا الطرق ألا (يستيقظ) اهل السودان؟؛ الا يجعل هذا أي مسؤول في الدولة لا تغمض له عين؟ خاصة اصحاب المسؤولية المباشرة في القطاع الأمني؟.. كل الأحداث والأخبار المتداولة؛ تدلل ان السودان أصبح (وجهة ثرية ومميزة) لمافيا المخدرات الدولية؛ وهي مافيا لا بد أنها اكتشفت ضعفا ًيعتري هذه الحكومة؛ لذلك كثفت من نشاطها في السودان؛ ونحن نعلم وهي تعلم كذلك حالة السيولة الأمنية؛ وحالة الفراغ التنفيذي وعدم الاستقرار السياسي الذي ظل ملازماً للسودان منذ قيام ثورة ديسمبر؛ وحتى اليوم.
ما يؤسف له ان هؤلاء المجرمين الذين يستهدفون الشباب السوداني لتحقيق أرباحهم وثرائهم؛ وجدوا -في بعض الأحيان -المساعدة من بعض المسؤولين السودانيين؛ كما كشفت ذلك الصحفية القوية (هاجر).. وهذا إن دل إنما يدل على أن هذه العصابات والمنظمات الاجرامية قد تطورت الى الحد البعيد لتقوم تقوم باختراق (المنظومة السودانية)؛ هذا في تقديرينا (أخطر) إن لم يكن يوازي خطر المخدرات؛ هذا السلوك (الجديد) يمكن المجرمين من اغراق السوق السودانية بـ(السم الهاري).
تقول (متابعة هاجر) ان المتورطين في هذه الجرائم بلغ عددهم (9)؛ وبينهم (3) ضباط.. وهناك رجال أعمال دخلوا على الخط؛ وذكرت المعلومات أن هذه المافيا تضم عناصر (اسرائيلية) واخرى من (دول عربية).. وان الايام القادمة سيتم ارسال شحنات ضخمة ربما تأتي من دول ليس بالضرورة اسرائيل ولكن قد تكون قادمة من دول (امريكا اللاتينية)؛ وتشير معلومات لم يتم التأكد من مصدرها بعد ان المافيا تخطط لاستجلاب حاويات مولدات ضخمة، وانه سيتم اخفاء المخدرات داخل انابيب تلك المولدات وستصل تلك الحاويات الى السودان.
وقالت المعلومات التي ساقتها (هاجر) انه تم تشكيل قوة مشتركة بغرض تسليم البضاعة (تسليماً مراقباً) ولكن في اللحظة الاخيرة لانفاذ الكمين تدخلت (شخصية مرموقة) واصدرت توجيهات بعدم قيام الكمين وعدم السماح بخروج البضاعة من المخازن بغرض تسليمها (تسليماً مراقباً) وتم افساد العملية بذلك.
رسالتنا لأعلى هرم المسؤولية في الدولة؛ اذا لم يتم التدخل المباشر في هذه الملفات الخطيرة؛ يكون على بلادنا السلام؛ لأنها ستصبح حينئذ (مستباحة) من قبل مافيا المخدرات العالمية؛ وللأسف بمشاركة ومساعدة سودانيين بينهم مسؤولون وضباط.. المطلوب عدم (التهاون) في هذه الملفات مهما كلف ذلك؛ والمطلوب أيضاً تدخل (عالى المستوى) يضمن انفاذ أشد وأقوى العقوبات على كل المتورطين.
صحيفة الانتباهة