نقيب الصحافيين..
هكذا وصفه لي البعض..
أو بعضٌ من الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب..
أو بعضٌ من الكل السوداني الذي هو كذلك..
أو هو الكل الذي تغلب عليه صفات الغل… الحقد… والحسد..
وعن هذه الصفات تحدثنا..
وتحدث عبد الله الطيب؛ وتحدث المستعمر عند خروجه من بلادنا..
وتحدثنا نحن عن موضوع كلمتنا هذه في خاطرة أمس..
وذلك عندما تكالب علي السائلون يستنطقونني رأيي عن انتخابات الصحافيين..
وأعني هنا الفائز بانتخابات نقابة الصحفيين..
فقلت لهم لن أتكلم عن هذه الانتخابات سلباً ولا إيجاباً… لشيء في نفسي..
وإنما سأتكلم عن النقيب الجديد هذا..
سأتكلم عنه بعد أن أزجي له التهنئة على الفوز بمنصب النقيب..
وهو الزميل العزيز عبد المنعم أبو إدريس..
وقد زاملته في جريدة الصحافة حيناً… من بعد شراكة سُميت بالذكية..
وما هي كذلك… وإنما كانت غبية..
وبالنسبة لي – شخصياً – كانت أكثر من ذلك… كانت مؤذية..
فقد أتيتها من ضمن الذين أتوا من صحيفة الحرية..
ومن بين الصحف الثلاث التي اندمجت كانت الحرية هذه الأكثر توزيعاً..
فهي ظُلمت بهذه الشراكة..
ثم ظُلمت ثانياً عندما هيمن أصحاب الصحيفة الأقل توزيعاً على الصحافة..
أو على الصحف التي اندمجت تحت الاسم هذا..
وكانوا جميعهم – أو أغلبهم – من الكيزان..
وظُلمت – أنا – حين قُلص راتبي في مقابل تضخم رواتب الآخرين..
والسبب في هذا الأذى لم يكن من تلقاء الكيزان هؤلاء..
وإنما – وكعهدي دائماً – كان من جانب من يُفترض أننا شركاء خندقٍ واحد..
خندق المعارضة من أجل الديمقراطية..
فدوماً ما أُلدغ منهم؛ والأمثلة عديدة… بل لا أستطيع أن أحصيها عددا..
لماذا؟… لست أدري… وليتني أدري..
المهم سأحصر كلامي في جزئية أن النقيب الجديد كوز… قلت لهم..
أو تربية كيزان كما وصفوه… ووصموه… ووسموه..
أو تحديداً تربية الثالوث الكيزاني..
وهم الذين أسسوا الصحيفة التي التحق بها النقيب في بدايات عمله الصحفي..
وكان ذلك في مطلع الألفية… أو قبلها بقليل..
ثم التحق معهم في صحيفة أخرى حين اندمجت هذه مع صحيفتين أخريين..
ثم التحق بأحد هؤلاء الثلاثة حين أسس صحيفته..
ولكن السؤال المهم: هل كان للمعارضة صحائف أصلاً حتى يلتحق بها؟..
ولا أقول قولي هذا دفاعاً عنه..
وإنما هي الحقيقة الأليمة؛ فالمعارضة تريد من يعارض لها دون جهد..
سيما الجهد المالي؛ فهي تمسك يدها… وتطلق لسانها..
تطلقه – كما المدفع الرشاش – في كل الاتجاهات؛ حتى تجاه الصحافة..
أو تجاه من لا يخدم أجندتها… من داخل صحف الكيزان..
علماً بأن كثيراً من الصحافيين اجتهدوا – قدر طاقتهم – في ممارسة النقد..
وهاجموا نظام الكيزان… من داخل صحف الكيزان هذه..
فهي – أي المعارضة – لا تحبذ من أدوات المعارضة سوى شيئين اثنين:
مايكروفونات مجلجلة..
وحلاقيم ملعلعة!!.
صحيفة الصيحة