ما سمي بنقابة الصحفيين، وهي على أكثر تقدير رابطة سياسية لمجموعة من الصحفيين

حين أعلن فوز الرئيس الأمريكي الأسبق #باراك_أوباما انتشرت في وسائل الإعلام حول العالم صور الفرحة العارمة بالتغيير الذي حدث، وكانت إحدى أشهر تلك الصور صورة القس #جيسي_جاكسون ودموعه الصادقة التي انسابت من عينيه دون افتعال.

الحدث كان تأريخياً وكبيراً ومؤثراً ومهماً ولا حاجة للتفصيل فيه والبكاء كان تعبيراً صادقاً عن تلك اللحظة المفعمة بالمشاعر.

على عكس ذلك انتشرت منذ ليل أمس صور لصحفيين سودانيين وهم يفتعلون البكاء تعبيراً عن فرحهم بإنتخاب ما سمي بنقابة الصحفيين، وهي على أكثر تقدير رابطة سياسية لمجموعة من الصحفيين.
مثل هذا البكاء يسمى في أدبيات علم النفس ب
Emotional Dysregulation
وهو بالفعل كذلك فتشكيل الجمعيات وحتى تشكيل الحكومات نفسها لا يستحق كل هذا الإسراف العاطفي.

أغلب الصحفيين الذين شاركوا في ذلك التمرين سبقت لهم المشاركة في أنشطة أضخم عدداً وأكبر أثراً في حياتهم الدراسية والجامعية والمهنية، فلماذا هذا التبذير العاطفي في تشكيل هذه الجماعة بالذات؟

أعتقد أنها محاولة لتضخيم الحدث مثل دموع السفير محمود درير ،وساطع الحاج، وعمر الدقير في حفل إتفاق المشاركة بين العساكر وقحت، هي مشاركة كان جميع المراقبين الحصيفين يعلمون أنها لن تعيش طويلاً.
رحاء أيها الإخوة: كفوا عن المبالغات!

د. محمد عثمان ابراهيم

Exit mobile version