طه مدثر يكتب: الناس في شنو وجبريل في شنو؟

(1) ياسيول العبث واصلي تدفقك، وانشري الحسرة والأسف الطويل على كل الجروف والوديان والقرى والمدن وكل فج عميق، واقيمي سرادق العزاء عند كل مدينة منكوبة، فقد جاء في باب الاخبار التي تدعو لارتفاع الضغط والسكر، وزيادة أمراض القلب والشرايين، ان السيد وزير مالية السلطة الإنقلابية، دكتور جبريل ابراهيم او فكي جبرين، ومعه وفد ليس بالقليل ضم واليي ولاية البحر الاحمر وولاية نهر النيل وعدد مقدر من كبار الشخصيات توجهوا نحو دولة الإمارات العربية المتحدة، وزيارة أبوظبي، ليس لجلب المزيد من المعونات والاغاثات الإنسانية للمتضررين من السيول والامطار والفيضانات، وليس لمناقشة كيفية الخروج من (وكر الثعلب) الذي أدخلنا فيه انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، وليس لشكر الامارات على وقوفها مع الشعب السوداني في محنته. (2) ولكن تأتي الزيارة للامارات لمناقشة ومشاورة الجانب الاماراتي في كيفية إنشاء ميناء جديد على شواطئ البحر الاحمر و الذي ربما وافقت السلطة الإنقلابية على منح الامارات شاطئ مميز لإقامة ، ميناء أبو أمامة أبو عمامة، (أنا شخصياً لا أعرف صاحب هذا الاسم) الذي ستمنحه السلطة الإنقلابية مساحة مميزة لإقامة وانشاء ميناءه، ولكن، وفي مثل هذه الظروف التي عدت مرحلة السوء، فهل هذا وقت مناسب للمناقشة والمشاورة في قضايا حساسة لا يجب أن تترك لتفصل فيها فئة معينة من الناس، والموافقة على انشاء ميناء جديد على شاطئ البحر الأحمر، هو قضية عموم الشعب السوداني، وتحديداً أهل المصلحة اي شعب شرق السودان، وحتى ان استصحاب والي البحر الاحمر لا يعبر عن شعب الشرق، فهو يعبر فقط عن السلطة التي عينته والياً مكلفاً، والسؤال هل تم استصحاب اي مسؤول له باع طويل أو قصير في إنشاء الموانئ وكيفية إدارتها وتطويرها؟الاجابة لا. (3) ان فكي جبرين لم يتحرك من تلقاء نفسه، وانما تحرك بعد أن وجد الضوء الأخضر من مجلس السيادة الانقلابي، ووجد منه الدعم والمساندة والمباركة، في وقت كان يجب أن يكون وزير المالية، في الصفوف الأولى ومعه طاقم الوزارة، داعمين ومساندين للمتضررين، باعتبار أنهم يملكون (الفكة) واصحاب (الرصة) وفي وقت كان يجب على والي ولاية نهر النيل وبدلاً من أن يتجول في الامارات، كان عليه أن يكون وسط شعبه، يصد معهم جحافل العقارب التي تتجول داخل الولاية، وتقضي على المواطن، لقلة الامصال، وفي وقت كان على والي ولاية البحر الاحمر أن يتصدى لقضية مواطن ولايته ويعمل على أن يوفر له العيشة الكفاف، وان يعمل على وأد الفتن التي تحت الرماد، التي نخشى أن يكون لها ضرام، ولكن مسرح العبث بالسودان له مؤلفين ومخرجين وابطال وكومبارس، كل له دور يؤديه، ثم يذهب إلى مزبلة التاريخ. (4) الخلاصة وتتغير أزمان، وتتغير اسماء ولن تتغير تلك الطريقة العقيمة في إدارة شؤون البلاد، فما زالت العشوائية سلوكاً، والدسديس منهجاً، وشيلني وأشيلك أدباً سائداً، والانقلاب اسلوب حياة، وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم.

صحيفة الجريدة

Exit mobile version