قيل إنّ أحد الملوك خرج يتفقّد الرعية، فدخلت شوكة في قدمه، فأمر وزيره أن يفرش كل شوارع المملكة بالجلد.
فقال الوزير للملك هذا أمرٌ عسيرٌ يا مولاي، ولكن يمكن أن تضع قطعة جلد في أسفل قدمك فتراك الرعية فتفعل كما فعلت وهكذا تصبح كل الشوارع مفروشة بالجلد.
وكانت فكرة رائعة، ومنها ولدت الأحذية.
عليه، العِبرة أن العمل الفردي الناجح يودي إلى العمل الجماعي الناجح، وفشل الجماعة من فشل الفرد، وتغيير النفس أسهل من تغيير العالم وأقل تكلفة وأبلغ أثراً. فالبداية بالنفس.
الجميع يفكر في تغيير وإصلاح العالم، ولكن لا أحدٌ يفكر في تغيير وإصلاح نفسه وهو مكمن الإصلاح.
ليس مطلوباً من الشخص هداية البشرية وإصلاح الأمة.
هذه رسالة الرسل والأنبياء.
ولكن مطلوبٌ إصلاح نفسك ليكون في ذلك إصلاح البشرية وهو مكمن العمل الجامعي.
فلو نظّف كل شخص أمام بيته لأصبح الشارع نظيفاً،
ولو أصلح كل واحد نفسه لصلحت الأمة.
إنّ سر انتظام صفوف المصلين بسرعة هو كل شخص يبدأ بنفسه فينتظم الصف، فتكون النتيجة صفاً مستقيماً، ثم صفوفاً متوالية ومستقيمة، وتكون النتيجة تغييراً هائلاً في الجماعة.
فلو طبّقنا قاعدة (أبدأ بنفسك)، سيتغيّر واقعنا حتماً، وهذا العمل الفردي يقود إلى العمل الجماعي الراقي.
إذا طبّق كل شخص منه القانون على نفسه لانتفت الجريمة. ولو درج كل واحد منا أن يقوم بدوره الشخصي في حياته العامة لانتظمت الحياة العامة، ولانتظم دولاب العمل. ولحسنت الأخلاق وتطوّرت البلاد وعاش العباد جميعاً في هناء وسعادة، ولقلّت كلفة الصرف على الدولة والمجتمع، ولحافظ كل شخص على الحق العام والملك العام كما يُحافظ على حقه الشخصي.
إذن إصلاح الأمة وتغييرها يبدأ بإصلاح نفس الشخص ويبدأ بها، في ذلك سر نجاح الأمم.
إنّها صرخة في وادي السودان تحتاج للتأمُّل والتطبيق.
أبدأ بنفسك ينصلح حال الأمة.
صحيفة الصيحة