الشواني: هل هذا جنون أم تعصب أم جهل أم مصالح ومكاسب

أهم ميزة لبعض فئات السياسيين الناشطين باسم النقابات هي (قوة عينهم) وغياب الحساسية الأخلاقية لديهم. ونموذج لذلك شاهدته في تسجيل للسيد فيصل محمد صالح، كان يمدح انتخابات الصحفيين المزعومة، ويتحدث عن أن انتخابات النقابة لا تحتاج للسلطة والقانون.

هذا الرجل كان يحكم قبل عشرة شهور بالضبط، حينها كانت سلطته قد رفضت كل قانون ينظم النقابات، وعلقت قانون ٢٠١٠، الذي كان يوظفه عضو لجنة التمكين وجدي صالح حين أراد حماية عضو لجنة تسييرية تابعة له، عجزت سلطة فيصل عن تقديم قانون بديل في ظل حكم مشوه أصلا. ثم بسلطة لجنة التمكين المطلقة صنعت لجان تسييرية تابعة لقحت، كانت مهمتها مثل جهاز أمن يترصد ويرهب العاملين. فيصل محمد صالح كان جزء من كل ما سبق، ولم يحرك ساكنا ليأت اليوم ويتحدث بلا خجل.

قوة العين هذه وغياب الحياء وانعدام الحس الأخلاقي كلها مظاهر لسلوك السياسي التكتيكي الذي تحركه المصالح مع رؤى ضيقة محدودة، وبلغة أخرى هذا (الطبع الشين) هو نزق البرجوازية الصغيرة المتطلعة للمكانة والترقي الاجتماعي.

المطلوب اليوم فهم هذه الظاهرة وكشفها والوقوف ضدها، فالأمر هنا لا يتعلق بشخص فيصل أو غيره، بل هي ظاهرة عميقة في الثقافة السياسية السودانية.

قابلت أحدهم اليوم سعيدا بانتخابات الصحفيين المزعومة، وهو كان عضو لجنة تسييرية معينة بخطاب من لجنة التمكين، وقتها رفض هو ولجنته كل دعوة للانتخابات بحجة غياب القانون وشغلوا مواقعهم وتفرغوا عن واجبات الوظيفة وهيأوا أنفسهم لمكاسب قيادة النقابة. لا يزال صاحبنا هذا يؤمن بأنه عضو لجنة تسييرية شرعية يسميها أحيانا (النقابة) قام الانقلاب بحلها.
ما رأيكم في هذه الحالة؟
هل هذا جنون أم تعصب أم جهل أم مصالح ومكاسب.
أم يا ترى موقفه صحيح والمشكلة فينا نحن؟؟

هشام عثمان الشواني

Exit mobile version