طه مدثر يكتب: تماسيح المعونات أشد خطراً

(1) يجب أن تشعر بالخوف الشديد والذعر عندما تسمع عن ظهور تمساح في المنطقة التي تسكن فيها، ومعلوم بالضرورة أن التمساح الافريقي أو تمساحنا النيلي، الذى يتواجد على مدى ضفاف نهر النيل، يعتبر من أقوى وأشرس التماسيح، وغذاءه المفضل هو لحم بني ادم، فهو يراه من ألذ وأحلى اللحوم، ويقال أن هناك تماسيح لا تأكل لحم الإنسان، ليس لأنها نباتية ولكنها تدمن أكل الاسماك والحيوانات، ومعلوم بالضرورة ان للتمساح صديق أثير واحد فقط، وهو ذالك الطائر الذي يسمح له التمساح بالدخول الى فمه وتناول بقايا الاكل التي بين أسنانه، وهذا الطائر يقوم بدور فرشة الأسنان. (2) وللتمساح مجال واسع في حياتنا الغنائية، فهو (تمساح الدميرة الما بكتلو سلاح)، وهو (تمساح اب كبلو الضارب الليه يبلع شب وشب)، وربما كان أب كبلو هو ذاته تمساحنا النيلي، وهو الذي حذرت منه الإدارة العامة للدفاع المدني، فقد حذر مديرها العام الفريق شرطة محمد عطا مصطفى المواطنين من ظهور تماسيح بمنطقة جبل أولياء، ودعا المواطنين لأخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن ضفاف النيل، والابلاغ الفوري عند ظهور اي تمساح. (3) وسمعة التمساح النيلي، سمعته سيئة للغاية، ولكن سمعة التمساح الآخر، أي التمساح أكل وبائع ومشتري الاغاثات والمعونات، أي هذا التمساح البشري(وياسبحان الله هو أيضاً يظهر عند موسم الفيضانات والامطار والسيول)، فهذا التمساح سمعته أسوأ من سمعة المدعو اب كبلو الضارب الليه. (4) وله ذكريات مؤلمة في حياتنا، وأغلبنا يعرف قصص وحكايات غريبة وعجيبة عن تماسيح الإغاثة والمعونة، وفي ذات مرة ، جلبت بعض الدول والمنظمات إغاثة مفتخرة، مثل تلك الخيم الفاخرة، والتي كانت تحوي مولد كهربائي وبوتوجاز واسطوانة، غاز ، فرأت تلك التماسيح أن هذه المواد الفاخرة، لا يحتاج إليها أصحاب الوجعة من المتأثرين بالكوارث والأزمات، فحرموهم منها، وتم الاستيلاء عليها والتصرف فيها لصالحهم، لذلك وحتى لا نعيد من جديد انتاج الحالة (التمساحية) تلك، فعلى لجان الخدمات بالقرى والمدن والولايات المتأثرة بكوارث السيول والامطار والفيضان، عليهم المتابعة اللصيقة والدائمة لما يصل لأهلهم وذويهم من معونات، ولا يسمحوا للتماسيح حشر أفواههم الشرسة فيها، وعليهم أخذ الحيطة والحذر من تماسيح الإغاثة والمعونة، والقبض على كل من توجد بحوزته مواد اغاثة معروضة للبيع، وسؤاله كيف وصلت إليه ومن أوصلها له؟. (5) وهؤلاء الذين خربت مشاعرهم وأحاسيسهم وماتت ضمائرهم، ولا يلقون أدنى اهتمام بالمصاب الجلل الذي أصاب الناس، لهم أشد خطراً من تمساح، اب كبلو الضارب الليه، وتبت يد تماسيح الإغاثة والمعونة أين ماوجدوا.

صحيفة الجريدة

Exit mobile version