أطلق مؤسس شركة هواوي الصينية “تحذيرا صارخا بشأن مستقبل شركة التكنولوجيا، وأثار القلق لدى الشركات الصغيرة والناشئة، وسط المشكلات الاقتصادية في الصين والركود العالمي”، وفقا لما ذكرته صحيفة “الغارديان”، الخميس.
وأشارت الصحيفة إلى مذكرة داخلية تم تسريبها، قال فيها “رن تشنغ فاي” (Ren Zhengfei) لموظفي هواوي إنه يجب على الشركة التركيز على الأرباح والتوسع إذا أرادت الصمود خلال السنوات الثلاث المقبلة، مما قد يشير إلى مزيد من خفض الوظائف وسحب الاستثمارات.
وقال رن: “سيكون العقد المقبل فترة مؤلمة للغاية، حيث يستمر الاقتصاد العالمي في التدهور”، مشيرا إلى وباء كورونا وكذلك تأثير حرب روسيا على أوكرانيا و”الحصار المستمر” من قبل الولايات المتحدة على بعض الأعمال التجارية الصينية.
وأضاف أنه “يجب أن تقلل هواوي من أي توقعات مفرطة في التفاؤل للمستقبل حتى عام 2023 أو حتى 2025، ويجب أن نجعل الصمود أهم مبدأ توجيهي”.
ويتعرض الاقتصاد الصيني لعدة مشاكل وضغوط بسبب عدة عوامل تشمل القيود المفروضة لمكافحة كورونا وأزمة قطاع العقارات وتدهور العلاقات الدولية. ومن غير المتوقع أن تصل البلاد إلى هدف النمو الاقتصادي البالغ 5.5٪ هذا العام، وفقا للصحيفة.
تشديدات وقيود حتى على السكان في مدينة شنجن الصينية بسبب ارتفاع أعداد الإصابات بكورونا
معقل التكنولوجيا الصينية “مغلق”.. وسلاسل التوريد بأزمة جديدة
تُنتج في شنجن الهواتف الذكية وألعاب الفيديو للعالم بأسره، في ناطحات سحاب ضخمة، تمثل رموز الصين الحديثة. واليوم تعيش “السيليكون فالي الصينية” تحت الحجر ما من شأنه أن يصيب الاقتصاد بأكمله بالزكام.
وتعمل هواوي، وهي الشركة الرائدة في قطاع التكنولوجيا الصيني، على إدارة الانخفاضات الكبيرة في الإيرادات والأرباح. وانخفضت الإيرادات بنسبة 14٪ في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2022، وتقلص هامش صافي الربح إلى 4.3٪، من 11.1٪ قبل عام.
ويذكر أن واشنطن وحلفائها الغربيين قاموا بتقييد أنشطة هواوي التجارية في أسواقهم بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي. كما مُنعت الشركة من شراء بعض التكنولوجيا الأجنبية، وفقا للصحيفة.
وفي أواخر يوليو الماضي، خلص تحقيق أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى أن معدات شركة هواوي الصينية الصنع قد تؤدي إلى التقاط وعرقلة اتصالات الترسانة النووية الأميركية، وفقا لشبكة “سي أن أن” الإخبارية.
وبدأ التحقيق عندما عرضت الحكومة الصينية إنفاق 100 مليون دولار لبناء حديقة صينية مزخرفة في المشتل الوطني بالعاصمة واشنطن عام 2017.
وتقول الشبكة إنه على الورق بدا المشروع وكأنه صفقة رائعة، حيث أثار إعجاب المسؤولين المحليين، الذين كانوا يأملون في جذب آلاف السياح كل عام.
ويشمل المشروع بناء مجموعة مكتملة تتضمن معابد وأجنحة متعددة و”باغودا” وهو عبارة عن مبنى يصل ارتفاعه لنحو 20 مترا تمارس فيه طقوس الديانة البوذية.
ولكن عندما بدأ مسؤولو الاستخبارات الأميركية في التحقيق بالتفاصيل وجدوا العديد من المؤشرات الخطيرة، حيث أشاروا إلى أن “الباغودا” كانت ستوضع بمكان استراتيجي في واحدة من أعلى النقاط في واشنطن.
وذكرت مصادر متعددة مطلعة على التحقيق للشبكة أن هذا المبنى كان مقررا أن يبنى على بعد ميلين فقط من مبنى الكابيتول الأميركي، وهو مكان مثالي لجمع معلومات استخباراتية.
الحرة