اسحق احمد فضل الله يكتب: العودة.. إلى قهوة الشجرة

____

وأهل المسيحية عندهم شيء…. ففي كل مرة يجتمع كبار القساوسة عندهم لتطويب أحد الموتى (تطويب يعني رفع قسيس مات قبل فترة ليجعلوه… إلهاً.. معبوداً)

وفي الاجتماع يقدم من يشاء محاسن الميت… ثم هناك من يقدم المساوئ.. لمنع التطويب وإعلان أن المرشح هذا لا يستحق رفعه إلى درجة جعله إلهاً معبوداً..

والأخير هذا يسمونه.. محامي الشيطان…

وفي قهوة الشجرة مجموعتنا الخاصة تمارس لعبة تطويب كل خبر أو شخص.. وآخرون يلعبون دور محامي.. الشيطان..

……….

قال

:: برمة ناصر في أسبوع تحول من داعم قوي لمبادرة الطيب الجد.. إلى مهاجم قوي لها….

وحميدتي المعارض الكامل لمبادرة الجد يتحول ليصبح مناصراً كاملاً للمبادرة..

قال صاحب العمامة

: ترى.. ما هو الدافع الذي يقود…

قال جاره

:: هو الدافع الذي.. يستعد لقيادة الانتخابات التي سوف تصنع الحكومة

قال آخر::

حكومة السودان؟؟

قال آخر أكثر صراحة

:: خلونا نقول حكومة أمريكا في السودان…. حكومة مصر.. في السودان… حكومة الإمارات.. في السودان…

قال: فلنمارس الصراحة.. ونمشي لمواجهة الحقائق.. مثلما يمشي..( ود الطهور) إلى منضدة الدكتور..

قال آخر ساخطاً

:: لكن لماذا…. ما الذي يجعل فلاناً يتحول.. وفلاناً يتحول.. والحكومة ذاتها هي حكومة مقطوعة ال…..

قال آخر. :

لا أنت تستطيع القول ولا أنا

قال: لماذا..

قال::

أنا أقول لك

قلنا:: هه…

قال

أحدهم في الأربعينيات يعتقل مع مجموعة تدخن الحشيش

وفي المحكمة.. ويجعلونه شاهداً.. وليس متهماً

قال للقاضي

يا مولانا… أنا والجماعة ديل طلعنا الجو… (وكان يعني الإنداية)

والقاضي يقول له

:: طلعتوا الجو.. كيف يعني..

قال للقاضي:: يا مولانا.. إنت ما سوداني؟؟

والقاضي يقول له

طيب.. وبعدين..؟؟

وهذا يقول

وشربنا الهوا…

و(كان يعني.. الحشيش)

والقاضي يصيح به

:: شربتوا الهوا.. كيف يعني؟؟

قال؛؛

يا مولانا… إنت عايز تسجني؟

(لأنه إن قال شربنا الحشيش سجن)

وصاحبنا في الجلسة الذي يجيب على سؤال (ما هو الدافع الذي يقود التقلب.. والذي سوف يقود الانتخابات) يقول لنا

:: إنتوا عايزين تخربوا بيتي؟؟

يعني إن هو قال مباشرة من هو الذي يقود …. بالمال…

………..

والحديث يصل إلى حقيقة أن الأمر الآن يتجاوز.. المضغ اليومي للأخبار اليومية.. إلى ما أكثر خطورة

قال::

اجمع واطرح…

قحت / وبفخر كامل/ تنشر خبراً يزعم أن شباب الدمازين منعوا طائرة البرهان من الهبوط لتفقد الكارثة..

قال آخر

الشيوعي عنده فلسفة تسمى أحكام الأزمة…. وأحكام الأزمة معناها أن الشيوعي إن ظهرت في المجتمع أزمة.. اجتهد جداً.. في.. زيادتها.. حتى تخنق الناس…. فالشيوعي يوقن أن الناس عند الاختناق سوف يلجأون إليه هو….. مع إن ذلك لم يحدث في التاريخ إلا في أيام قحت

قال:: وفي أيام قحت كان ما يجعل الناس يتجهون إلى الشيوعي.. هو…. المال.. والإعلام…

…………

لكن آخر يحبط الجالسين وهو يهمس… قال

:: الحكومة القادمة …. ما لم ينقذها….) ينقذها) الناس منذ الآن.. فإنها تهلك…

قال

الناس تعيد عملياً مسرحية (في انتظار جودو)

والمسرحية الشهيرة جداً ما فيها هو.. أن الناس… كل أحد…. كل مشكلة عنده يقولون له إن حلها عند السيد.. جودو

الذي ينتظره كل أحد لحل كل مشكلة

والمسرحية مشاهدها كلها وحوارها كله يدور عن.. انتظار جودو

وجودو.. يظهر…

وكان رجلاً… دون رأس على الإطلاق….

والناس الآن.. يجعلون الحكومة القادمة هي.. جودو

وكل أحد ينتظر.. وهو على يقين من أن الحكومة القادمة.. هي الحل

الحل… للفقر…. للعطالة… للنقص في كل شيء… وأنها سوف تضرب الحجر بعصاها.. فتنثر الأرض المن والسلوى

والناس تنتظر

وبالطبع هذا لن يحدث

لأنه لا شيء ينبت من لا شيء

ولأن الحكومة القادمة ليست هي المندوب السامي لدولة كذا.. أو كذا في السودان…

لا…..

الحكومة القادمة هي حكومة دولة كذا.. ومندوبها فلان.. وحكومة دولة كذا.. ومندوبها علان… و…

وبفلوسي….

السودان ما لم يبدأ التفكير بعقل جديد….. هلك…

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version