الناطق الرسمي للمجلس الأعلى لنظارات البجا سيد علي أبو آمنة: الحكومة المركزية وجهات دفعت أموال لاختراق وتطويع القيادات الأهلية

تِرك استجاب لبعض الضغوط المركزية لتعطيل المجلس

الأمين السياسي والناطق الرسمي للمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة سيد علي أبو آمنة:

* الحكومة المركزية وجهات دفعت أموال لاختراق وتطويع القيادات الأهلية

* هناك جهات صنعت التخاذل من داخل المجلس في المطالب وترسيم الحدود

* تِرك استجاب لبعض الضغوط المركزية لتعطيل المجلس، وتم استغلاله كرمز أو فرد بعيداً عن مؤسسة المجلس..

* لن نكوّن حركة مسلحة ولكن لهذا (…) قد يتحول الإقليم بأكمله لحركة مقاومة

* لن ننتظر قرارات الخرطوم المُنحازة، والمستحيل نزع إقليم البجا وتسليمه لأجانب

* لا نخطط لفصل إقليم ضعيف الوعي والقدرات، لكن ليس أمامنا خيار ان توافق البجا على تقرير المصير

خلافات مريرة يشهدها ويعايشها المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة، وخرجت مؤخراً إلى السطح، وفي ظل الظروف المعقدة التي تشهدها البلاد تسابق الرياح تيارات المكاسب داخل الكتل السياسية، وتظل قضية شرق السودان ما بين مطرقة الرفض لمسار الشرق من قبل الأغلبية وسندان الموافقة عليه من آخرين، وما بين اتهامات الاقصاء للناظر ترك وإبعاده ومحاولاته التي لم تنل الرضاء الكامل من قيادات المجلس الأعلى للبجا.
”الجريدة“ تحاور الأمين السياسي والناطق الرسمي المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة سيد علي أبو آمنة فإلى مضابط الحوار.

*ماهي أسباب الخلاف داخل أروقة المجلس الأعلى للبجا ومن الذي يقف وراءه؟
– أسباب الخلاف لنظارة البجا هو حديث طرأ مؤخرًا بإختلاف وجهات النظر حول كيفية إدارة العمل التنظيمي داخل المجلس وتناقض القوى المكونة له، لأنه مكون من قوة أهلية وسياسية ومدنية، تركيبة متباينة، و الأحزاب السياسية تعمل بطريقة محددة، والإدارة الأهلية كذلك طريقتها مختلفة تماماً، هناك جزء أساسي من الخلاف نجم عن طبيعة تكوين المجلس، لكن المجلس كان قادراً على إدارة التباينات لفترة ثلاثة أعوام لأن الهدف كان واحد ومحدد هو إلغاء المسار وتنفيذ شروط القلد والمطالبة بمنبر تفاوضي يقوم على أساس قرارات مؤتمر سنكات، كلها تتعلق بحق الإقليم في الحكم، حق الإقليم في المشاركة على المستوى المركزي وثرواته، يبدو أنه في الفترة الأخيرة بدأ بعض الأشخاص في التماهي مع العقلية المركزية التي تريد أن تدير شرق السودان، لذلك شعرنا بأنه هناك إهمال للمطالب الأساسية للمجلس فيما يتعلق بإلغاء المسار، أصبح هناك جهات ما متشددة في المطالبة به إلا للمزايدة السياسية، وأيضاً ما يتعلق بمراجعة عمليات التجنيس التي تمت لبعض معسكرات اللاجئين الإرتريين في شرق السودان، هناك أيضاً جهات صنعت التخاذل من داخل المجلس في المطالب وترسيم الحدود، لأن اللجنة المركزية برئاسة حميدتي أصدرت قرارات لمعالجة القلد لكنها كانت قرارات غير حقيقية، لأن القلد أساسا طالب بإلغاء المسار، قامت لجنة حميدتي بتعليق المسار وليس الإلغاء، أيضاً قامت اللجنة بكتابة خطاب للمفوض السامي فيما يتعلق بمراجعة اللاجئين الإرتريين وليس إصدار قرار، وقد طالب القلد بترسيم الحدود بين مكوني البجا والتقراي ولكن اللجنة أصدرت قراراً بترسيم الحدود بين الولايات، كأن الخلاف بين مكونات شرق السودان ولكن من المعروف أن ليس هناك خلافات بين الولايات بيد أن القلد يطالب بترسيم الحدود بين البجا والبني عامر، والقرار الذي صدر من اللجنة يسعى إلى ترسيم الحدود بين ولايات شرق السودان الثلاث كسلا وبورتسودان والقضارف وهذا أمر مضحك حقيقة، كذلك القلد يطالب بنزع السلاح من الحركات الإرترية المعارضة التي كان يستضيفها السودان في السابق ولم يصدر أي قرار مباشر يخص ذلك وإنما صدر توجيه الولاة بجمع السلاح ولم نر التنفيذ إلى الآن لذلك هذه القرارات التي صدرت من اللجنة كانت ليس لها علاقة بالقلد ولكن هناك بعض الشخصيات اتفقت مع تلك القرارات التي أسميها دائماً قرارات خادعة ومن هنا بدأ الخلاف حولها وأهداف القلد و اتجه البعض إلى توقيع اتفاق مع قوى مؤيدة للمسار مع تحالف سوداني كبير ولكن المجلس رفض أن يكون مشارك في حلف مع قوى مؤيدة للمسار وعلى رأسه قيادات تحديداً الأمين داؤود، أرادت بعض الشخصيات القيادية في المجلس الدخول في هذا الاتفاق والتوقيع نيابة عنه ورفض المجلس ذلك وأصبح هناك شرخ واضح بين شخصيات محددة في قيادة المجلس وما بين المجلس كمؤسسة كاملة، هذا الأمر صدر عنه تضارب في التصريحات وتناقض في الأقوال والبيانات وهذه الشخصيات التي أرادت الانحياز للمسار بشكل تدريجي للأسف وجدت الدعم الكبير من اللجنة المركزية لحل مشكلة شرق السودان ووجدت تأييداً ودعماً ماديا وسياسياً وإعلاميا لتقوم بمحاولة تصفية المجلس الأعلى لنظارات البجا من خلال محاولة إسكات الأصوات الرافضة للهبوط التدريجي للمسار ولما عجزت عن ذلك سعت إلى تجميد المجلس وجعلت شخصية واحدة تتحدث بإسمه، أيضاً فشلت في ذلك وعمدت مباشرة إلى نسف المجلس وإلغائه من خلال عقد مؤتمر أهلي ليقال من خلاله تم حل المجلس، أيضاً فشلت في ذلك لأن المجلس قائم ويقوم بعمله وقبل أيام خرجت من إجتماع منعقد بخصوص التصعيد الثوري في الإقليم، هنالك حديث بأن المجلس لن يشارك في أي عمل يتعلق بتسوية الشؤون المركزية قبل تسوية شأن الإقليم ومعني بها أن يقوم المركز بإلغاء المسار الأجنبي المدسوس بما يسمى مسار شرق السودان، دون ذلك لن تكون هنالك مشاركة للإقليم في أي عمل يتعلق بتسوية الصراعات المركزية أو مع القوى السياسية أو العسكري.

* شروط المجلس بخصوص مسار الشرق مستحيلة التحقق؟
– من الذي يقول بذلك، ما هو مستحيل التحقيق المسار الأجنبي المدسوس الذي تم توقيعه بين حكومة السودان ونفرين لا علاقة لهما بالتنظيم الذان يدعون تمثيله وهما الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة ومؤتمر البجا، إذ أن الأول رئيسه شخصي سيد علي أبو آمنة والآخر رئيسة موسى محمد أحمد، فضلاً عن إن شعب الإقليم رفض المسار وقدم الشهداء رفضا للمسار، فما الذي يجعل الإلغاء مستحيلا و من هذا الذي يصر على إرغام الشعب لقبول أمر لا يريده، لماذا تحاول الجهات تنفيذ المسار الاستعماري بالقوة، لعلمك البجا طردوا أقوى إمبراطورية على الأرض الإمبراطورية البريطانية ناهيك عن حفنة عملاء للإستعماري الحديث الآن ، قرار البجا واضح وقد الغينا المسار في أرضنا وإقليمنا فعلاً لأنه مخصص للتغيير الديمغرافي للبجا واستبدالهم بآخرين ولم ننتظر قرارات الخرطوم المنحازة، المستحيل الأكبر هو نزع إقليم البجا من البجا وتسليمه لأجانب.

* لماذا المحاولات لإقصاء تِرك؟
– بالعكس تماماً، ليس هنالك أي محاولات لإقصاء الناظر تِرك، وليس في السودان جهة تستطيع ذلك، فقط هو من يستطيع البقاء على رأس البجا إذا ظل ممسكا بقضيتهم، أو الانكباب في وحل الشخصانية والسياسة المؤقتة وبالتالي التفريط في ثقة شعبه فيه، ما حدث هو أن تِرك استجاب لبعض الضغوط المركزية الرامية لتعطيل المجلس واستغلال تِرك كرمز أو فرد بعيداً عن مؤسسة المجلس، وهذا ما ظل حميدتي يطالب به، أن نفوض الناظر تِرك ونُستبعد جميعاً عن المشهد وهو طلب لا يمكن أن يُعقل.

* مجلس نظارات البجا صنيعة المكون العسكري والغرض منه كان إضعاف حكومة حمدوك وقوى الحرية والتغيير؟
– بالطبع لا، هذا كلام غريب ليس هناك أي علاقة بين مجلس البجا والعموديات المستقلة والمجلس العسكري أو أي مكون لقوى مركزية والدليل على ذلك المجلس تكون إثر ظهور ما يسمى بمسار شرق السودان ضمن اتفاقية تم الإعداد لها آنذاك في جوبا ترتبط بالحركات المسلحة التي تحمل السلاح (حركة تحرير السودان مناوي، الحركة الشعبية مالك عقار وياسر عرمان، حركة العدل والمساواة د. جبريل) هذه كانت الحركات المسلحة التي يجب التفاوض معها، لكن بشكل مشبوه ومدسوس مرتبط بأجندات دول أخرى تم إقحام مسار لشرق السودان، للتعمية والتمويه ولتقمص الدور الوطني تم إدخال مسارات أخرى هشة لا علاقة لها بالأقاليم التي تبنتها مثل مساري الشمال الوسط، أول رد فعل للإقليم من البجا كان بيان أصدرته أنا بصفتي رئيس ومؤسس الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة رفضت فيه المسار وسافرت إلى جوبا وأكدت للوساطة والحكومة والتقيت بكل القيادات وأكدت لهم أن الذي يدعي تمثيل الجبهة الشعبية شخص كان عضو في إحدى الحركات الدارفورية ولا علاقة له بالجبهة الشعبية، ثم أعقب ذلك ردود أفعال من مؤتمر اتفاقية البجا في أسمرا شرق السودان واعترض المؤتمر على هذا الأمر وبعد ذلك دارت نقاشات طويلة جداً في الإقليم والمكونات الأخرى وأجمع جميع قيادات شرق السودان الأهلية والسياسية في إجتماع (تاماي) وأنشاوا المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة، ثم بعد ذلك كان الأمر مجرد رفض لم تكن هناك رؤية واضحة للمجلس آنذاك وفي ذات الوقت المجلس العسكري كان هو من يسعى لتوقيع هذه الإتفاقية وكان هو من قبل بهذه المسارات فكيف للمجلس الأعلى للبجا أن يعمل مع المجلس العسكري، المجلس الأعلى للبجا هو مجلس قومي يمثل قومية البجا في إطار التنسيق لأن المجلس لا ينحصر على البجا فقط، اشترك معه كل المكونات الإجتماعية في شرق السودان، فبالتالي أصبح كل قياداته الأهلية في شرق السودان رافضة لما تم في جوبا وماضون في مقاومة المجلس العسكري حتى يتم الغاء المسار، حتى هذه اللحظة نرفض أن نكون جزءاً من أي محاولات تضليلية للاستمرار في الحكم خرطومياً بعد إبعاد شرق السودان بإدخال هذا المسار ضمن اتفاقية كان يجب أن تكون معنية بمناطق دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة باعتبارها القوات التي قاتلت لأجل حقوقهما، أما الجبهة الشعبية فليس لها ممثل هنالك وكذلك مؤتمر البجا وإنما هم أفراد أحدهما كان عضو مكتب تنفيذي في إحدى الحركات الدارفورية المسلحة، وعليه أنفي بذلك نفياً قاطعاً لا علاقة للمجلس الأعلى لا بالكون العسكري ولا المدني ولا حزب خرطومي أو مركزي.

* رفضتم التصالح مع البني عامر وها أنتم أقرب للمبادرة الاريترية؟
– لم نرفض التصالح مع البني عامر ولكن هناك (قلّد) موقع بيننا وبين البني عامر هو الذي بموجبه يتم التصالح، لذلك يجب تنفيذه، والقضية في الأصل ليست مع البني عامر وإنما لسبب ما لا نعلمه تبناها البني عامر والقضية في الأساس بين البجا والمكونات الأجنبية أو الارترية المذابة في المكونات الإقليمية أو تحديداً في مكونات البني عامر، لسنا أقرب للمبادرة الارترية ولم نسمع بها ولكن سمعنا بدعوة الحكومة الارترية لعدد من الإدارات الأهلية زارت بعض المناطق التنموية، حسب ومشاهدة الإستقرار والتطورات التي حدثت في إريتريا حسب ما ورد على لسان مقدمي الدعوة.

* هل تخططون لفصل الشرق؟
– لا نخطط لفصل الشرق، نحن لدينا مطالب ونعلم يقينا أن فصل الشرق عن السودان فيه خطورة كبيرة على الإقليم وهو أمر صعب المنال، يحتاج لواقع غير الواقع الحالي، لا يمكن أن نفصل إقليم ضعيف البنية السياسية وضعيف الوعي وضعيف القدرات البشرية ونضعه بين خمس أو ست دول وهو إقليم بهذه القدرة من الموارد ليكون قطعة لحم مرمية بين الأسود هذا أمر غير منطقي، لدينا مطالب ونريد أن نحكم إقليمنا في إطار الدولة السودانية ونشارك وفق نسبتنا، وإذا لم يتسنى ذلك واستمر علينا الظلم منذ عام ٥٦ ليس أمامنا طريق سوى الذي يتوافق عليه البجا في تقرير مصيرهم ولكن لا يعني الانفصال.

* هل لديكم نوايا لتأسيس حركة مسلحة؟
– لم نفكر حتى الآن في هذا العمل أن نكون حركة مسلحة، لكن إذا أصرت الدولة على ظلمنا قد يتحول الإقليم كله إلى حركة مقاومة لهذا الشكل من أشكال الاستعمار والاستعباد واستغلال البلاد والموارد، في نفس الوقت الذي يتم فيه عزل الإقليم عن المشاركة في السلطة وأخذ نسبته في موارده، الأمر ينذر بالخطر في شرق السودان، الخطورة ليست في تكوين حركة مسلحة، قد يتحول الجميع إلى ذلك ويتحول المواطن العادي إلى شخص مسلح يغلق الطرق والموانئ والمؤسسات القومية الموجودة في الإقليم، تعلمون جيدا أن المؤسسات القومية الموجودة في الإقليم هي الامتداد للمظهر القومي أو المركزي فإغلاق أي مؤسسة الآن أصبح سهلاً فماذا تقصدين بحركة مسلحة، إذا كان الشعب كله صار يغلق الموارد فقد لا نحتاج إلى سلاح لنعطل الوجود المركزي في السودان، فقط نحتاج لأن يتحرك كل خمسة أشخاص من منازلهم لإغلاق مؤسسة قومية موجودة في منطقتهم لذلك لا نخشى من إنشاء حركة مسلحة وإنما من أن يتحول الشعب كله إلى شعب رافض لوجود السودان المركزي في الإقليم.

*إيلا يقف خلفكم وأنت أحد تلاميذه؟
– لا إيلا ولا غيره، هذه مزاعم وهمية يطلقها البعض، تقف خلفنا قضية ومطالب البجا وإذا اتفق معنا في هذه المطالب هذا لا يعني أنه يقف خلفنا وإنما يعني أن البجا توافقت على مطالبها وغير ذلك أنه رجل مشكور ودائما يسعى للخير لأجل أهله، إذا كان في حكومة الإنقاذ أو غيرها فهو رجل كان موجود في الساحة السياسية منذ الحكومة الائتلافية من قبل الإنقاذ، إذا اتفق إيلا وموسى وسيد أبو أمنة وترك على مطالب البجا فهذا لا يعني أنهما خلف بعض ويدفعان بعضهم لعمل مؤامرة، وإنما يعني أن البجا بمختلف مشاربها السياسية والفكرية قد اتفقت على هذه الحقوق وهو أمر يستدعي على المركز في العاجل أن ينفذ تلك الحقوق، المجلس الأعلى للبجا قوي وكبير ليس خلفه شخص وإنما خلفه مطالب وقضايا شعب.

* هناك اتهامات بتسلم أموال وسيارات من حميدتي؟
– لا أعلم شيء عن موضوع أموال، ولكن عن السيارات حميدتي أعطى كل الإدارات الأهلية في السودان سيارات، فأصبح من الصعب التمييز بين العربة التي مُنحت لغرض معين أو لأجل تمكين الإدارة الأهلية لعملها في شرق السودان، فهذا شأن شائك قليلاً لكن ليس خافياً على السودانيين، في الفترة السابقة الحكومة المركزية وجهات خارجية دفعت أموال كثيرة لأجل صنع اختراقات لتطويع بعض القيادات الأهلية، ومن المعروف أن الإدارات الأهلية نفسها كانت أداة استعمارية صنعها الإستعمار لإدارة هذه الشعوب.

حاورته : امتثال سليمان
صحيفة الجريدة

Exit mobile version