رأي ومقالات

عيساوي: حفتر السودان

أحدثت مبادرة الجد حراكا واضحا في الساحة. إقليميا نجد سحابة فوبيا الكيزان قد غطت أبو ظبي والرياض. ولكن فاصلها المداري مر جنوب القاهرة. فكان بردا وسلاما على الكيزان. أما محليا فقد غشيت ظلال تلك السحابة خيام أربعة طويلة. فهي الآن مخبولة القرار (إن تحمل عليها الأمارات تلهث وإن تتركها تلهث).

واللافت في الأمر أن المحور الأماراتي لم يعد خافيا على كل ذي بصر وبصيرة. وبالرغم من فشله في تمرير مخططه سابقا. ناهيك عن تنفيذه في السودان عبر أربعة طويلة. فقد دفع بآخر كروته الحفترية (حميدتي) بكل وضوح. لوضع العراقيل في طريق تلك المبادرة التي قطعت شوطا طويلا نحو التراضي والوفاق. الآن محور الأمارات ما بين معادلة التناقض (النجاح والفشل) في وضع لا يحسد عليه. النجاح يعني قيام إنتخابات. وهو يعلم حظه فيها (كحظ الكلب في موية الإبريق). وفشلها إنقلاب عسكري.

وليس للمحور عزاء إلا التغني مع فرفور (في الحالتين أنا الضائع). عليه نناشد حفتر السودان بأن يقدر لرجله قبل الخطو موضعها. فأربعة طويلة كسبت أو خسرت تظل في الساحة لأنها أحزاب ذات برامج. أما أنت فالخسارة تعني النهاية الحزينة. ليتك تعي تبدل الظروف على كل الأصعدة (دوليا وإقليميا ومحليا). وهناك شبه إجماع بأن الكل ضدك. وخير دليل على ذلك على المستوى المحلي أن حسادك أجاويدك من (أربعة طويلة) يعتبرونك قنطرة على جسر الواقع فقط (النافع المغفل).

وكذلك موقف حركة تمازج. فهي الآن من حليف تكتيكي لك أيام سلام جوبا. إلى خصم عنيد بعد تطبيق السلام واقعيا. لأن نصيبها من كيكة جوبا الوعود الصفرية. أضافة لمرارات (خور دنقو) وشيطنة اليسار لتاريخك.

وخلاصة الأمر ثق بأن الدرهم الأماراتي لم يعد العملة الوحيدة في الساحة السودانية. لذا تحكيم صوت العقل هو المخرج الوحيد من بحر التناقضات الذي رمتك فيك الأمارات مكتوفا. وهي تطالبك بألا تبتل بالماء. خلاف ذلك الانتحار السياسي والعسكري على أسوار التقديرات الخاطئة. اللهم أشهد فقد بلغت.

د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
السبت ٢٠٢٢/٨/٢٠