مقال من مصعب الصاوي في يوم مغادرة مني مجدي للقاهرة ..
الفنانة : منى مجدي
انشودة الارادة والأمل
كتب : مصعب الصاوي
منذ أكثر من عقد من الزمان عرفت الطالبة بكلية الموسيقى والدراما منى مجدي سليم كنا قد تخرجنا في ذات الكلية وانخرطنا في مشاغيل الحياة العملية ولايزال يشدنا الحنين الى أروقة الكلية نتردد على مكتبتها العامرة التى لايوجد لها نظير في كليات الفنون أو نلتقى كزملاء وخريجين في فضاء الكلية الرحيب والعامر بالمحبة والابداع والاريحية ونلتقي اساتذتنا كذلك … كنا نتتبع ظهور المواهب الجديدة من الدفعات اللاحقة ونتواصل معها … نبهنا الزملاء الى صوت نادر وموهوب يتقن الغناء الشرقي وذات ظهيرة رائقة سمعنا نحن مجموعة الخريجين صوتها تدندن ( اهو ده اللى صار ) ثم ترنمت باحد ادوار الشيخ زكريا أحمد ( قالوا الحبيب زار وبيسأل كمان ) عجبت كيف تتقن هذه البنت وهي في السنة الأولى مثل هذه الادوار صعبة المراس وهي تتمنع على اساطين الطرب وكبار الصييتين غنت طقم آخر للشيخ عبده الحامولي وللشيخ سيد درويش …. نهضت من مقعدي وتعرفت عليها وعرفت انها عاشت جزءا كبيرا من رحلتها الدراسية والعمرية في مصر فبطل العجب بعد معرفة السبب وطلبت منها ان تغني دور ( انا هويت وانتهيت ) لسيد درويش وقد اجادته المطربة الكبيرة سعاد محمد فاعتذرت بانها لاتحفظه . كرت مسبحة الأيام وتعرفت عليها في سياق مختلف بالساحة اللبنانية بالخرطوم واحد كان الفندق والمطعم بطراز عمارته المزيج من العمارة التراثية المتوسطية والعمارة السودانية التقليدية منسجما مع غناء مجدي الشرقي لام كلثوم وعبد الحليم ومحمد عبدالوهاب والسيدة فيروز احس بصوتها منسابا كنوافير الماء الموزعة في أنحاء المكان الصوت وعود عوض احمودي وعزف د مريم عثمان البشير وشكل التخت المصغر بدا لى كلوحة اختيرت بعناية لتلائم فسيفساء المكان وطرز العمارة فيه تضاعف رواد هذا المنتدى الاسبوع بفضل هذه المجموعة الفنية فزادت ادارة الفندق يوما آخر . نقلة اخرى في مسيرة منى مجدي توازت مع تطور مراحلها الدراسية بكلية الموسيقى والدراما وهي انضمامها لكورال الكلية بقيادة الاستاذين الصافي والنور ونقطة انطلاق الكورال بدأت بتلك السهرة الشهيرة على قناة النيل الأزرق عن الفنان الخالد خليل فرح من اخراج الطيب صديق شكلت هذه السهرة أولى اطلالات الكورال على المتلقى السوداني ومن ثم تواصلت مسيرة هذه المجموعة تنقب في الموروث النغمي السوداني القديم والمعاصر وتستكشف منه جواهر الألحان والاداءات وبقدر ما اضافت منى مجدى للكورال من روحها ونجوميتها وحيويتها بالمقابل ساهم الكورال في سودنة اسلوبها في الاداء والزج بها في أنوار الخماسي روحا ومزاجا وتصريفا لالوانه الفنية في غير الكورال شاركت منى مجدي في برامج فنية غنائية كبيرة مثل برنامج أغاني وأغاني وبرنامج المايسترو وحفلات تكريم لمطربين رواد كالفنان عبد الكريم الكابلي كما قاربت الغناء الخاص ونجحت فيه والدليل أغنية ( على قدر المحبة ) التي صارت لحنا على كل لسان .
تجربة المرض كشفت قيمة اخرى عند منى مجدي وهي قوة الارادة والإيمان والأمل والمحبة التى تنبع من قلبها وتفيض على الجميع فلاغرو ان قابل الناس عودتها عبر مطار الخرطوم بفيوضات من المحبة والدعم والامنيات الصادقات بكامل الشفاء ودوام وتمام الصحة والعافية
مصعب الصاوي