لم يعجبنِ حديث الصديق والزميل الحبيب ضياء الدين بلال (مع تمام محبتي له) عن تمييز مزعوم تحصل عليه قرى ولاية نهر النيل، لأننا شاهدنا مناطق وقرى بكاملها تُمسح من على ظهر الأرض بجبروت النيل في ولاية نهر النيل من دون أن يحظى أهلها بأي سند حكومي، مثال على ذلك ما حدث لقرية الشقالوة التي تجاور شندي (الحيطة بالحيطة)؛ غزاها النيل قبل عامين وهدم منازلها وشرّد أهلها حتى اضطروا لوضع ما استنقذوه من متاعهم على ظهر الأسفلت، ولم يهب لنجدتهم أحد؛ ولم تهرع الدولة لإعانتهم بشيء..
هذا الحديث الجهوي غير الحميد لا يشبه ضياء في شيء، لأن معاناة أهل السودان من ضعف الإسناد الحكومي في أوقات الأزمات متفشية في كل ربوع البلاد.
في هذه الولاية توجد مناطق متخلفة ومهملة بنهج مزرٍ، وتنعدم فيها أبسط الخدمات، مثال على ذلك قريتنا (التراجمة الفتراب) التي تقع شمال مدينة شندي بخمسة عشر كيلومتراً فقط، ولا توجد فيها أي خدمات صحية، ولا تضم إلا مدرسة وحيدة للأساس، ويتم تشغيل صهريج المياه الوحيد فيها بضعة ساعات في اليوم.
دي الشفخانة التي يتعالج فيها أهل قرية تقع على بعد 15 كيلومتراً من مدينة شندي!!👇
ما فعلته السيول والأمطار بالمناقل في المدينة وقُراها، كارثة طبيعية أكبر من إمكانيات المواطنين الذين كانت تُحاصرهم نيران الأسواق قبل أن تغمرهم مياه السيول ولا مغيث إلا في حدود مساهمة شبه رسمية من السيد الطاهر حجر مشكورًا عليها.
وعلى الأرض وفي صد المياه، شبابٌ لا يملكون سوى سواعدهم الفتية وقلوبهم الأمّارة بالنجدة والشجاعة، وبعض الخيِّرين الذين تعرفهم المناقل في سرائها وضرائها بذلاً وعطاءً.
لو أنّ المناقل وقُراها كانت في ولاية نهر النيل لغشيتها رحمة وعطف الحكومة برأسيها، بقدر ما تعاني وبقدر ما في أيديهم من مال…!
حفظ الله كل ولايات البلاد من كل الشرور، وجعل حكّامنا لا يُفرِّقون بينها في الرعاية والاهتمام ،حين البلاء والمصائب.