حملة رائجة في الأسافير والميديا تتحدث عن عودة محتملة للسيد حمدوك.. لدرجة أن بعض مروجي الحملة استخدموا أدوات علمية مثل الاستطلاع في الرأي، الذي بلا شك اما أجري على فئة محدودة و(ذات غرض)، أو أنه استطلاع (ملعوب) فيه بالأساليب الحديثة وترجيح رأي دون الآخر.. ولا أدري من المستفيد من هذه الحملة؟ أو بالأحرى من يقف وراءها؟
هل فعلاً حمدوك يستحق العودة؟ لقيادة الجهاز التنفيذي في الدولة بعد فشله المشهود؟ وطبعاً للاجابة على هذا السؤال يستطيع أي سوداني، أن يعدد عشرات الأمثلة لفشل حمدوك خلال السنوات التي أعقبت الثورة.. فقط على صعيد الاقتصاد ومعاش المواطن.. وهذه الأمثلة يستطيع أي مبتدئ سياسة أن يعدد مثلها في الصعيد السيادي والدبلوماسي، فقد باع حمدوك للمواطن (الترماي).
مثلاً التزم التزاماً حرفياً بسياسات البنك الدولي التي استجلب لها (صنو له) يحمل ذات الجينات هو الدكتور البدوي، الذي أمضى شطراً من حياته بالولايات المتحدة وكان قريباً من صانع القرار المالي الأمريكي، وبالتالي هو يحفظ عن ظهر قلب (مطلوبات) البنك الدولي وصندوق النقد.. اللذين ما دخلا اقتصاد بلد الا وأفقراه، وجعلا شعبه على شفا المجاعة.. وهو ما حدث في السودان بعد تطبيق سياسات (رفع الدعم).
صار السودان بين ليلة وضحاها من أفقر دول العالم، ويتذيل الدول في احصاءات النمو الاقتصادي، وصار في مقدمة الدول (المديونة)، لأن مؤتمر باريس لاعفاء الديون أصبح (كذبة) من كذبات قوى التغيير التي اوهمت الشعب السوداني أنه دخل بالاحضان الى عمق مركز القرار المالي العالمي، وانه عاد بقوة الى النادي الاقتصادي والتنموي العالمي، وسرعان ما يرفل في نعيم الرخاء والاستقرار.
أما على الصعد الأخرى، فقد ارتضى حمدوك أن يأخذ راتبه، ومعه كامل طاقم مكتبه من (الاتحاد الأوروبي).. ولعمري هذه سابقة لم تحدث من قبل في ـ تاريخ السودان الحديث- اذ كيف تأخذ أجراً من أجنبي -أياً كان- ثم تكون كامل السيادة؛ لاحظوا اننا لم نتناول قضية (الجوازات الأجنبية)، التي يحملها عدد كبير من وزراء ومستشارو حكومة حمدوك، وربما أصبح الاستثناء هو من يحمل فقط الجنسية السودانية، اذ الغالب في تلك الحكومة الولاء للجواز المزدوج.
لا أدري على أي (نجاح)، يتكئ الذين يقفون حول حملة تسويق حمدوك من جديد؟.. وكل أعمال الرجل يحفظها السودانيون عن ظهر قلب.. وهو الذي فتح أبواب السودان للتدخل الأجنبي على مصراعيها.. وما وجود البعثة الأممية التي تدخل أنفها اليوم في الشأن السوداني الا بالشرعية التي منحها لها (حمدوك).. لدرجة أن كثيرين من السودانيين وصفوه بأنه مجرد (ديكور)، وموظف في بلاط الأجنبي.
الحملة التي يروج لها البعض لعودة حمدوك، أو اعادة تسويقه مرة أخرى لن تنطلي على شعب السودان، الذي ذاق نتائج وويلات فترته العقيمة.. حمدوك أفلح في رفع سعر قطعة الخبز من جنيهين الى (40- وربما 50) جنيهاً.. وكل سائق سيارة في السودان يعلم ما فعله الرجل بقطاع الوقود.. وارتفاع جالون البنزين من (27) جنيهاً.. الى تخوم الـ (4000) جنيه.. ماذا فعل الرجل في المشاريع القومية؟.. اعطوني مثالاً واحداً يشفع للرجل.. فاني لا أجد في (كراسته) الا كل ما هو مسيء للسودان والسودانيين.
صحيفة الانتباهة