جعفر عباس يكتب: أحلام مبرمجة سلفاً!!!
كفاعل خير ينتمي إلى أمة (ناموا ولا تستيقظوا/ ما فاز إلا النُوَّمُ) أنصح القراء بتوفير مبلغ ألف دولار ليكونوا جاهزين بعد بضعة أشهر لشراء يوميمي كوبو، ذلك الجهاز الذي سيغير حياة المواطن العربي ويضع حداً للكوابيس التي يعاني منها، ولابد أن بعضكم سمع بأن ذلك الجهاز الذي أنتجته شركة تاكارا اليابانية يجعل البرمجة المسبقة للأحلام ممكنة، فكل ما هو مطلوب منك قبل النوم، هو أن تجلس أمام الجهاز وتضع عليه الصور والأصوات والعطور التي تحبها، وتؤلف مسار القصة التي تريد أن تحلم بها، وكما في أجهزة الفيديو والدي. في. دي، يمكنك أن تحدد توقيت الحلم بحيث يأتي في وقت تكون فيه قد دخلت في نومة عميقة، وأنصح القراء بالتكالب لشراء هذا الجهاز لأن السلطات الأمنية العربية في عدد من بلداننا الديمقراطية جدا، ستحظر تداوله، لأنها تعتقد أن منح المواطن حرية اختيار وتحديد أحلامه “سيهدد الاستقرار والوحدة الوطنية ويزعزع ثوابتنا” – أموت وأعرف ثوابتنا هذه!! تلك السلطات لا يهمها أمر من سيبرمجون يوميمي كوبو بأحلام تتعلق بهند رستم ومريم فخر الدين (هؤلاء من دفعتنا) وفيفي عبده ونانسي عجرم وبريتني سبيرز وبيونسيه نولز، فهؤلاء من “الثوابت” الحميدة، بل هناك من يعتبرهن من أدوات لم الشمل العربي، والسلام العالمي، لأن الإعجاب بهن يتخطى الحواجز القُطرية والحدود السياسية والجغرافية!! السلطات ستخاف – ومعها حق – من أحلام شخص كأبي الجعافر الذي يعتبر أجمل الأحلام عنده تلك التي تتعلق بزلازل وبراكين وراجمات صواريخ وقاذفات لهب وحبال من مسد وكي لا يروح القارئ ومعه أبو الجعافر في داهية تودي ولا تجيب، فإنني سأقترح عليكم إطاراً عاماً للأحلام “اللي هي”: اجلس أمام الجهاز ومعك صورة نتنياهو مثلا (باعتبار أنه الطوفة الهبيطة بالخليجي والحيطة القصيرة بالمصري والسوداني)، ثم أدخل الصورة في مزرعة ليس فيها سوى الكوسة، وعدد من التيوس التي ناهز عمرها الثلاث سنوات، تشرب من وعاء فيه بقايا فاصوليا مطبوخة تم التخلص منها قبل أسبوع (إذا لم تكن من بيئة ريفية فاعلم أن الجلوس قرب التيس البالغ لا يختلف كثيراً عن الجلوس قرب مقلب قمامة فيه بقايا فسيخ في حي شعبي، ومن ثم لم يفرغ عمال النظافة محتويات المقلب طوال أسبوع كامل، والفاصوليا البيضاء من أسلحة الدمار الشامل للجيوب الأنفية حتى وهي طازجة) المهم أن تفعل كل ذلك خلال العطلة المدرسية الطويلة، (أي في الصيف) التي يتخذها كثيرون ذريعة لترك أعمالهم والسفر إلى نصف الكرة الشمالي حيث الطراوة وحيث التكنولوجيا البشرية! أو شرقا للتلاحم مع الصنف الآسيوي. المهم نعود إلى نتنياهو ومزرعة الكوسة والتيوس وبواقي الفاصوليا، ونكمل برمجة “الحلم العربي”… أضف إلى الخلطة موسيقى أغنية عربية من شاكلة “الطشت قال لي يا حلوة يللي قومي استحمي”.. ثم أدخل صورة لنادية الجندي بتكشيرتها المنفرة التي تحسبها قمة في الإغراء! سيكون نتنياهو محتاراً في أمره لبعض الوقت، وعليك أن تفاجئه بإدخال جنود أمريكان عليه.. وكلفهم باصطياد التيوس متعللا بأنها تسبب الضيق والقرف لنتنياهو حبيب العيون.. سترتفع معنويات الحبيب… ولكن لا تحزن، فبمجرد أن يبدأ الجنود الأمريكان في استخدام أسلحتهم سيروح نتنياهو فيها! كيف؟ أنا أشرح لك كيف: النيران الصديقة!! فالعساكر أمريكان يجيدون اصطياد من يقف إلى جانبهم وقتلوا من الجنود البريطانيين خلال الحرب الأخيرة على العراق (2003) أكثر مما قتل صناديد الحرس الجمهوري الخاص. ولم يكن يمر يوم دون أن يقتلوا عدداً من رجال الشرطة العراقية الذين اختاروهم ودربوهم بعناية لمطاردة المقاومة العراقية! ثم ارتد كيدهم إلى نحورهم في أفغانستان وقتلوا بعضهم البعض بالجملة، وكان عدد الهالكين منهم بالنيران الصديقة أعلى ممن قتلتهم حركة طالبان، فتركوا الجمل الأفغاني بما حمل وخرجوا. ولضمان أن يروح نتنياهو فيها، برمج الجهاز بحيث تثور عاصفة ترابية تختلط فيها رائحة التيوس بنكهة الكوسة وعطر الفاصوليا، وصرخات نادية الجندي ذات الصوت الصفيحي! بذمتك هل يجوز تفويت فرصة اقتناء جهاز كهذا؟ خاصة وأنه بإمكانك وضع من تشاء مكان نتنياهو؟
صحيفة الجريدة