الحزب يغلي .. فأين الإمام ..؟؟

[ALIGN=CENTER]الحزب يغلي .. فأين الإمام ..؟؟[/ALIGN] ** المؤتمر العام للحزب ، أي حزب ، سانحة ديمقراطية تطرح فيها الأفكار والرؤى بكل وضوح للنقاش ، ثم ينفض الجمع ببرامج وقيادة متفق عليها .. هكذا يجب أن يكون أي مؤتمر عام لأي حزب عام .. ولكن المؤتمر العام السابع لحزب الأمة القومي لم يكن كذلك ، بحيث إجتمعت العضوية واتفقت على أن لا تتفق في ..( الامين العام ) ..!!
** وعدم الاتفاق على الامين العام ، أو عدم الاعتراف به يعني – ضمنيا – عدم الاتفاق على مجمل برامج الحزب في السنوات الاربعة القادمة وعدم الاعتراف بها ، وكذلك التشكيك فى الوسيلة التى جاء بها الامين العام لهذا المنصب لا يعني إلا التشكيك في الديمقراطية التى تمثل روح الحزب ..وبكل صدق ، فان تيارا عريضا في حزب الأمة لا يعترف بالفريق صديق أمينا عاما للحزب ، وكذلك تجاوز هذا التيار مرحلة الهمس إلى مرحلة الجهر بالتشكيك والطعن في ذمة ديمقراطية الحزب ..!!
** فالصراع لم يعد كما كان ، أيام جلسات المؤتمر العام ، بين الفريق صديق محمد اسماعيل والاستاذ محمد عبد الله الدومة .. لا ، الصراع لم يعد كذلك .. لقد تمدد ولا يزال يتمادى فى التمدد ..بحيث أصبح صراعا بين قواعد الحزب وقيادة الحزب .. وكل هذا الغليان رفضا للامين العام ، الفريق صديق محمد اسماعيل ، الذي فاز بفارق …. على الاستاذ محمد عبد الله الدومة ، بعد أن أضاف رئيس الحزب ( 208 عضوا ) للهيئة المركزية للمؤتمر العام ، وهذه الإضافة المهولة هي القشة التي قصمت ظهر اللوائح ، إذ لا يحق للرئيس إلا إضافة ( 5%) من جملة أعضاء الهيئة المركزية ( 600 عضو ) ، وهى اضافة ما كان عليها أن تتجاوز الـ ( 30 عضوا ) ، وليس ذاك ..( الرقم الفلكي ) ..!!
** والتيار الرافض لماحدث يؤكد ان ذاك الرقم الفلكي المضاف في غفلة عيون اللوائح ، هو الذي رجح كفة الفريق صديق على كفة الاستاذ الدومة ، أو هكذا يقول التيار الرافض ..ثم أن الفريق صديق تولى شغل منصب معتمد فى عهد الانقاذ ، وتحديدا في زمن الحزب الذي كان حاكما بلا شريك أو شركاء ، كما الحال الآن ، ولذا يرى فيه ذاك التيار الرافض كل موبقات ذاك العهد ، تشريدا كان أو اعتقالا أو تعذيبا أو مصادرة ..بمعنى : تخلى عنهم وقت الشدة ، وتمادى فى التخلى بالارتماء فى حضن السلطة .. أو هكذا أيضا يبرر ذاك التيار رفضه للفريق صديق .. وتبرير آخر مفاده بان الفريق صديق من انصار..( اتفاقية التراضي ) ..!!
** المهم : بلغ الغليان في حزب الامة لدرجة أن الاستاذ الدومة ، القيادى النافذ والمرشح للأمانة العامة ، قالها بكل وضوح للرأى العام : لن أتعامل مع الفريق صديق فى المرحلة القادمة ..وهذا تقريبا لسان حال ذاك التيار العريض ..وعليه ، قادمات الأيام حبلى بالمواجع فى هذا الحزب العريق ، ما لم يتدخل الرئيس بمعالجات عادلة وحاسمة ..وبالمناسبة : أين رئيس الحزب ، الامام الصادق المهدي ..؟.. الإجابة : للاسف بعيد عن أرض الحدث وربما لا يبالي بما يحدث ، ولو لم يكن الأمر عنده كذلك ، لما سافر إلى القاهرة تاركا وراءه كل هذا ..( الغليان ) !!
** فالحدث اليوم يختلف عن حدث إلتحاق بشرى بجهاز الامن الوطنى وما صاحبه من ضجيج ، حيث سافر رئيس الحزب يومئذ بعيدا عن الضجيج الى القاهرة .. وكذلك يختلف عن اتفاقية التراضي وضجيجها ، أيضا غادر رئيس الحزب آنذاك بعيدا عن الضجيج إلى القاهرة أيضا .. واليوم أيضا ، حدث وضجيج ، بيد أن رئيس الحزب في القاهرة ، بعيدا عن هذا وذاك ..ولكن حدث اليوم يختلف عن الأحداث الفائتة ، والحل ليس فى القاهرة ، بل في أم درمان ، حيث الحقائق التى يجب مواجهتها تتعاظم ، و كذلك الواقع الذي لا مفر منه يزداد مرارة ..نأمل في حل عاجل وعادل يا حكماء الحزب ، فالسودان كله – وليس حزبكم فقط – مل ّ التشظى و سئم التمزق و…( شبع خلافات ) …!!
إليكم – الصحافة الثلاثاء 17/03/2009 .العدد 5646
Exit mobile version