بخاري بشير يكتب: مزحة عودة حمدوك !

معقول لا زال هناك بعض الناس ينادون أو يطالبون بعودة السيد حمدوك رئيساً للوزراء لهذه البلاد؟.. كنت أتخيل ان الأمر مجرد (مزحة)؛ حتى وجدت ان هناك من يسمون أنفسهم (قوى التحول المدني الديمقراطي)؛ ويطالبون بعودة الدكتور حمدوك للحكم من جديد.. لا أدري على اي اساس بنى هؤلاء طلبهم؟.. ولا اظن أن عاقلاً بهذه البلاد يتمنى عودة حمدوك ورهطه من جديد.. وهم من أوصلوا البلد لخانة (افشل الدول) لثلاث سنوات خلون.

لكن ما الغريب والبلاد تعج بالمسميات الحزبية والكيانات الهلامية.. وما العجب؟ اذا تجاوز عدد الأحزاب السياسية بالسودان الـ (100 ونيف)؛ ولا زالت تتناسل وتملأ الارض بالأفكار الخراب ؛ والبثور والدمامل؛ لدرجة أوشكنا أن يصيبنا اليأس من انصلاح الحال المائل في البلد.

لا زالت الساحة السياسية والمجتمعية تطرح كل يوم كيانات جديدة؛ وصرنا مضرباً للأمثال بين شعوب الارض؛ بتعدد أشكال اختلافنا السياسي؛ لدرجة أكاد فيها اجزم أن كل أهل بيت من السودانيين يمكنهم ان ينشئوا حزباً أو كياناً؛ ثم يسارعون لمخاطبة الرأي العام عبر الوسائط المختلفة؛ التي تنقل الأنباء دون تقييم ودون تيقن.

امتلأت البلاد بالكيانات والأحزاب والأجسام والتحالفات؛ ومن قبلها بالحركات المسلحة؛ وكل واحد من هذه اللافتات يدعي أنه وحده من يملك (مفاتيح) مغاليق السودان؛ ووحده من بيده الحل؛ والآخرون ليسوا سوى مخالفين له ولا وجود لهم؛ ويجب اقصاؤهم وابعادهم.

محتوى مدفوع

قتلى واختطاف نساء وأطفال بدارفور

ممارسة السياسة؛ هي أن تتفاعل مع (مخالفيك)؛ وتستمع اليهم؛ والفصل بينكم يتم عبر (صندوق الانتخاب) ولا شيء سواه؛ والمثل يقول (نصف رأيك عند أخيك).. لكنا اتخذنا ميراثنا التعددي لتغذية الخلاف؛ دون تبصر؛ وغابت عنا رؤية الحكماء والبحث عن نقاط الالتقاء؛ لنحقق مشتركات؛ وقديماً قيل (تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسراً… واذا اختلفن تكسرت آحادا).. وهذا بالضبط ما يحدث اليوم؛ كل مجموعة حملت أوراقها ووضعت دستورها ونظامها الأساسي.. ورفضت الاستماع للآخرين؛ أو الايمان بأن لهم قضية مثل قضيتهم.

نعود من جديد لعودة السيد (حمدكة).. ما هي الأسباب أو المرتكزات التي قامت عليها الدعوة لعودته.. أليس هو ذاته من قال انه جاء لرئاسة الوزارة وليس معه (خطة)؟.. أو بالأحرى قال (لم يسلموني خطة).. ثم بعد ذلك صار الحكم عنده انفراداً عشوائياً؛ أو مشاورة للشلة المعروفة.. ثم الى أين وصلنا بعد ثلاث سنوات من قيادته للسفينة؟.. يكفي اننا اليوم على اعتاب ان تصبح (قطعة الخبز بـ 100 جنيه).

ألم يكن ما وصلنا اليه من دمار وخراب وأزمات وغلاء وفجور في الخصومة.. الم يكن كل ذلك بسب السيد حمدوك؟.. ألم يركن لسياسة البنك الدولي والاقتصاد العالمي التي أوصلتنا لما نحن فيه؟ أليس هو من قام بدفع أموال الشعب السوداني تعويضاً للأمريكان؟.. اليس هو من (خط بقلمه) قرار استدعاء المنظمة الأممية بوجهها القبيح..؟ كان بيد السيد حمدوك كل شيء.. ففشل في أداء المهمة؛ رغم اتكائه على رصيد وافر من (دعم) السودانيين أيامئذ؛ لكنه لم يستغل الدعم والسند لفائدة البلاد؛ فلماذا المطالبة بعودته من جديد؟.

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version