📌طفولة سياسية أم مراهقة أيديولوجية ؟

⭕( صورتي مع جعفر حسن مولعة وحرقت ناس بالجمر ) – كمال عمر عبد السلام
♦️الأصل أن الالتقاء بين الفرقاء من أبناء الوطن الواحد مطلوب، إذا كان منتجاً، وإذا كان قد نتج عن تحرك الأطراف, حركة حقيقية، لمسافة متساوية قدر الإمكان، ليلتقي الأطراف في، أو قريباً من، منتصف الطريق حيث الحلول الحقيقية للمشكلات .. لكن إلتقاء التيار الذي تعبر عنه الأمانة السياسية للمؤتمر الشعبي مع قحت عليه الملاحظات التالية :

▪️ مسافة الالتقاء قطعها طرف واحد هو الأمانة السياسية للمؤتمر الشعبي، وقد قطعتها بصورة بها كثير من الاستجداء الفج، إن لم نقل الاستخذاء . وهذا ما لم يقبله كثيرون في الشعبي
▪️ في كل أقواله بخصوص قحت يظهر الأستاذ كمال عمر وكأنه متهوم أو مجرم يرغب في العفو من “ضحاياه” لا كحزب صاحب مبادئ ومواقف مشرفة على الآخرين أن يحتفوا بسعيه للالتقاء بهم وأن يقدموا تنازلات حقيقية لا مجرد القبول به في صفهم كمطبل وداعم للإقصاء .

▪️ اللغة التي يستخدمها طفولية وتهبط بمستوى الخطاب السياسي وتشبه مكايدات الضرائر .. وكأنه يقول لبعض إخوانه في الشعبي، ولبقية القوى السياسية التي تقصيها قحت : أنظروا قحت قبلت بنا ولفظتكم !!

▪️ الحقيقة أن قحت – خاصةً بعد فقدانها السلطة وحاجتها للدعم – ما كانت لتمانع في قبول اصطفاف القوى الأخرى معها ( عدا المؤتمر الوطني ) إذا اتبعوا ذات الطريقة التي اتبعتها الأمانة السياسية للشعبي بما فيها من استجداء/استخذاء ..

▪️ #المؤتمر_الشعبي حزب عملاق مقارنة مع الفصيل المنشق من #الإتحادي الذي ينتمي إليه الأستاذ جعفر حسن، وإذا كان لا بد من تباهٍ وافتخارٍ بصورة فالأولى أن يفتخر جعفر حسن لا العكس، تماماً كما تعبِّر الصورة الشهيرة التي تجمع بين الشيخ الدكتور #الترابي له الرحمة والمغفرة والقيادي البعثي الأستاذ محمد ضياء الدين أتم الله له الشفاء، حيث جلس الأخير بأدب واحترام يفرضه مقام جليسه له الرحمة، ومكانة وقدر حزبه ..

▪️ وإن كان لا بد من تعليق على الصورة ممن يقول إنه صاحب مشروع ( لجمع كل أبناء الوطن ) فالأولى أن يكون التعليق في اتجاه خدمة المشروع، كأن يكون مثلاً : نحن لا نهتم بالانتقادات من هنا وهناك لأننا نأمل أن تكون هذه الصورة مقدمة لصور أخرى أشمل وتضم كل الفرقاء، وتعبر عن توصلهم لحلول حقيقية لمشكلات #السودان .

▪️ أغلب الانتقادات للصورة كانت من بعض ” #لجان_المقاومة ” ونشطاء #الشيوعي ، وبعض نشطاء قحت، وكما هو متوقع لم يمسهم الأستاذ #كمال_عمر بكلمة عندما فسَّر قوله هذا .
▪️ يظهر موقفه كموقف كامل الإنتهازية حيث بدلاً من استغلال قبول قحت به للتقربب بينها وبين القوى التي كان ذات بوم معها، بل على رأسها، أي القوى التي ضمتها “تنسيقية القوى الوطنية”، أصبح يوغر صدر قحت ضدها، بل حتى ضد بعض عضوية حزبه، ويطلق عليها ( أحزاب المؤتمر الوطني ) !!

▪️ وهذا الموقف بتناقض بصورة جذرية مع مسعاه الأساسي، فقد كان مسعاه هو التخلص من الفيتو ضد شركاء الإنقاذ، لكن لخاصة حزبه، بينما مأخذه الأساسي على بقية القوى السياسية هو ماضي شراكتها مع الإنقاذ، وما يزعمه من بعض صور استمرار تلك الشراكة مع المؤتمر الوطني! فالحزب الذي يحتفي بصورة مبالغ فيها بإستثنائه من الفيتو يبالغ في التشديد على أهمية الفيتو، بل يجعل اشتراكه مع قحت في ذات الفيتو هو عنوان شراكته معها !
▪️ ولولا الإنتهازية الخام المكشوفة غير المغطاة بأي مكياج لكان سعي الأمانة السياسية للتقرب من قحت فرعاً من سعي عام نحو تقليل حدة الفيتوهات القحتية ضد القوى السياسية الأخرى لا المساهمة في زيادة حدتها ..

إبراهيم عثمان

Exit mobile version