طه مدثر يكتب: الله لا يرسل لنا اللصوص والفاسدين

(1) في أحيان كثيرة، وعندما مايقع أو يجري من أحداث، أقل ماتوصف بالغرابة أو شئت الدقة فقل الطرافة، فانك وبضمير مستريح من أكل أموال الشعب السوداني بالباطل، او نهب موارده وتوظيفها لصالح مصالح حزبك أو حركتك، فاننا نقول للسيدة الوجيهة، (اليس)، التي رأت من العجائب، مارأت، ونقول، لها انت مسكينة (ساكت)، فان مايدور في السودان اليوم من احداث أو وقائع ومشاهد، يفوق كل ماشاهدتيه في رحلاتك، فقد جاء في باب الاخبار العجيبة والطريفة في ذات الوقت، ان السيد (الحنين والكثير البكاء) دكتور ابراهيم غندور، وصفته التي (يتبجح) بها آناء الليل واطراف النهار، انه رئيس حزب المؤتمر الوطني لولاية الخرطوم (الذي لم تتم ابادته بالكامل) إنه قال إن حزبه حزب فعال وله نشاطه ولا يمكن لأحد أن يلغي وجوده وان حزبه طرف أصيل في وضع اي دستور السودان. (2) اذاً لماذا قامت ثورة ديسمبر المباركة؟ لماذا استشهد المئات وأصيب وجرح الآلاف، ولماذا فقد المئات الذين لا نعلم مصيرهم حتى اليوم؟ لماذا خرجت جحافل الشعب السوداني، وحطمت ذلك الوثن المدعو المؤتمر الوطني، وازاحت الصنم هبل البشير، وجعلت أعضاء حزب المؤتمر الوطني، يختفون أو يخفون أنفسهم أو يهاجرون الى خارج البلاد، لخوفهم، ان الثورة التي هبت لن ترتاح الا بعد أن تقتص للشهداء والجرحى وتسترد الأموال المنهوبة منذ الثلاثين من يونيو1989، ولكن وللاسف المقيم بيننا، ان شعارات الثورة لم تتحقق بعد، وان العدالة تحديداً، مازالت تستعصم بالبعد عنا، والدليل أن محاكمة رموز النظام البائد، مازالت (تمشي الهوينا، كما يمشي الوجي الوحل)، وبسبب تراخينا وتكاسلنا وتشاجرنا وانصرافنا في قضايا جانبية، وغيرها من الأسباب، منحت الفرصة لبقايا أعضاء حزب المؤتمر الوطني، للخروج للعلن، وكأن ثورة ديسمبر المباركة، لم تكن ثورة، وانما كانت مجرد فورة شعب، ثم انتهت، وكأن ثورة ديسمبر المباركة، لم تكن ثورة، وانما كانت مجرد(كلام زعل) خرج من السنة الشعب السوداني..!! (3) وان من كلام النبوة الأولى، اذا لم تستحي فافعل ما شئت، والحياء شعبة من الإيمان، ولكن هذه الشعبة، نزعت من أعضاء حزب المؤتمر الوطني ومن الكيزان والمتكوزنين، ومن كثير مِن مَن ينتمون إلى مايسمى الحركة الإسلاموية، الذين كانت ألسنتهم تهتف هي لله هي لله، ولكن عيونهم وأيديهم كانت تنظر وتكوش على الأنفال والغنائم. (4) الخلاصة تقول الطرفة التي جرت في العهد البائد، ان أحد المتحصلين من رسوم أو جبايات، وقف أمام امرأة سليطة اللسان، وطلب منها بعض الرسوم والجبايات، فقالت من ارسلكم الينا؟وكعادة غالبية الكيزان والمتكوزنين، الذين يدخلون الله في كل شيء، فقال لها ارسلنا اليكم الله، فابتسمت المرأة وقالت له أن الله لا يرسل اللصوص والحرامية والفاسدين وأكلة المال العام!!، وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم.

صحيفة الجريدة

Exit mobile version