(1) جاء في باب الامثال الشعبية، (صاحب بالين كضاب)، فما بالك بصاحب (ثلاثة بال وأكثر؟) فكان على علان من الناس (سيأتي ذكره لاحقاً) أن يثبت ويتخذ له بالاً واحداً، فاما أن يكون زعيماً سياسياً، او شيخاً صوفياً، او رجل إدارة أهلية، برغم علمنا أن رجال الإدارة الأهلية، ومنذ عهد المخلوع البشير، خلعوا لباس الإدارة الأهلي الاجتماعي، وارتدوا لباس الإدارة الاهلي السياسي، وفي زمان السلطة الإنقلابية، لا تثريب عليهم أن يلبسوا الزي العسكري، لأن العسكر بالنسبة لهم(وياسبحان الله) أصبحوا هم المنعم وهم الكاسي وهم المطعم وهم الآمر والناهي. (2) وهكذا اختلط حابل السياسة بنابل الصوفية و الإدارة الأهلية، واصبحت صورة الصوفي مشوهة، ونالها كثير من رزاز الإساءة والنقد (بناءً كان أو هداماً) وفقدت كثير من الاحترام والتقدير، وأيضاً وجدت صورة الرجل الصوفي، كثيرا من المدح والثناء، من طرفين لا ثالث لهما، اما طرف ناقم وكاره لقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي أو لكل قوى اليسار، و طرف مؤيد ومبارك لانقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، ويسمى ماقام به قائد الجيش، بأنه إجراءات تصحيحية، وهذا الطرف وبصورة فائقة الجودة والوضوح (صورةHD)شاهدنا جزء منه، وقد أصبحوا اذرع إعلامية، لها هيامها و تخصصها النادر والفريد في تلميع اي شخصية، تدعم الانقلاب، وتسعى لإيجاد مخرج آمن للانقلابيين، وهذه الاذرع الإعلامية (وأيضاً الفنية والغنائية) لم يبق أمامها الا ان تصف صاحب مبادرة (اهل السودان، التوافق الوطني)، الشيخ الطيب الجد، تصفه بأنه احلم من الأحنف، وأحكم من معاوية، وأحزم من عبدالملك، وأعدل من عمر بن عبدالعزيز، وهؤلاء يخادعون الشيخ الطيب الجد أولاً، ويخدعون أنفسهم ثانياً، وكل موقف معاد للثورة، عندهم بثمن، ولكنه ثمن بخس. (3) ويتجاهلون عمدا، أن يبينوا لجدهم أن السياسة لعبة قذرة، وانها مستنقع آسن، وان من يشارك في هذه اللعبة، او يدخل في هذا المستنقع ، سواء دخله طائعاً مختاراً أو مدفوعاً من جهات، او باحثاً عن موطئ قدم في سجل الثورة الديسمبرية، فيجب أن يتسع صدره إلى سابع جار، ويسمع مالم يكن يسمعه من قبل، وان يطيل الصمت ويكثر من الاستغفار لأنه رأى أشياء لم يكن يراها من قبل، فالشيخ الطيب الجد، كان آمنا في سربه ومسيده، يأتيه رزقه رغدا، فبدل نعمة الله تلك بالتي هي أدنى، فدخل لعبة السياسة القذرة، ودخل مستنقع السياسة الاسن، فنال مانال من الهجاء والذم، بسبب مبادرته تلك. (4) لكن صدره لم يتسع لآراء الرافضين لمبادرته، فخرج غاضباً، متنمراً مستأسداً، ومستشهداً بالقول الشعبي، الجمل ماش والكلب ينبح، ونسى ان يتلو قول الله تعالى (وجادلهم بالتي أحسن)، ولم يعمل بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم( لا تغضب) وهنا تجاهل الشيخ الجد أن يوضح لنا هل هو الجمل ام هو الكلب؟ وهنا نسأل القارئ الكريم، ما اسم رئيس المجلس الأعلى للتصوف الذي جاء به المخلوع البشير؟وما شكل العلاقة بين المجلس الأعلى للتصوف، وبين المجمع الصوفي العام؟وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم.
صحيفة الجريدة