صباح محمد الحسن تكتب: إدانة العنف بعد فشل التطبيع !!

لم يتردد السودان وحكومته في إصدار بيان أعرب السودان فيه عن بالغ إدانته وإستنكاره للهجمات التي تقوم بها قوات الإحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، والتي وقال ان الهجمات خلّفت المئات من القتلى والجرحى من ضمنهم نساء وأطفال، في انتهاك صريح للقرارات و المواثيق الدولية. ودعت وزارة الخارجية المجتمع الدولي للإضطلاع بدوره في تحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تداعيات استمرار الهجمات الجوية على الشعب الفلسطيني، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف التصعيد و حماية المدنيين، وبذل مزيد من الجهود للوصول الى حلول مستدامة لهذا الصراع وفق قرارات الشرعية الدولية ،وجدد السودان في هذا المقام موقفه الثابت من عدالة القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة. والبيان يكشف عن حقيقتين، الاولى ان حكومة الانقلابيين التي تدين قتل النساء والأطفال في قطاع غزة ، والتي تنادي المجتمع الدولي لكي يقوم بدوره المنوط به هي حكومة لا يمكن وصفها إلا أنها (عينها قوية) ولاتستحي، وأنها لا ترى في نفسها عيباً، تصعد على منابر النصح والارشاد وترى أن ثمة جريمة يجب أن يلتفت اليها المجتمع الدولي وتحثه وتحرضه على محاسبة دولة اسرائيل. فدولة إسرائيل التي تراها حكومة السودان مجرمة تستحق العقاب هي ذاتها التي لجأ اليها العسكريون لتمدهم بالسلاح لمحاربة الشعب السوداني عندما اهتز عرش الإنقلاب بمواكب الثورة الهادرة ، الصفقات السرية والمعلنة التي سافر لها آل دقلو مع مجموعة من القيادات العسكرية ،وعندما تعثرت صفقات الأسلحة الثقيلة حصلوا منها بأطنان من البمبان الذي تسبب استخدامه المفرط في قتل واصابة العشرات، ألم يكن المجتمع الدولي وقتها يراقب النظام الإنقلابي ام أن الانقلابيين يعتقدون أن المجتمع الدولي لا يسمع ولا يرى، نظام في سجل حكمه وتاريخه قتل مايقارب ٧٠٠ شخص في الخرطوم ودارفور وغيرها من الولايات الأخرى ، مارس كل الإنتهاكات الصريحة للقرارات و المواثيق الدولية والغير صريحة، وعندما نادت الاصوات السودانية المنددة للعنف منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي للقيام (بدوره المنوط به) اتهمها النظام الانقلابي بالعمالة ونعت نائب المجلس الانقلابي معارضيهم أنهم (جماعة سفارات). فالنظام الانقلابي مارس ذات الجرائم التي ارتكبتها اسرائيل فمجزرة القيادة العامة وحدها قادرة على إدانته وفقاً للمواثيق والقوانين الدولية ، سيما أنه لم يتوقف على ذلك وقتل العشرات من الشباب في مواكب الثورة المناهضة لسياساته الخاطئة وجرائمه المقصودة والمتعمدة في تصفية الثوار ، أضف الى كل ماحدث من جرائم اغتصاب وخطف واخفاء قسري وغيرها من الجرائم فليته اعرب عن أسفه لكن (إدانته). والحقيقة الأخرى التي يكشفها البيان ، أن الانقلابيين وبعد ان كانت اسرائيل هي آخر ( قشة ) يتمسكون بها في بحر تتلاطمه الأمواج التي تهدد مركبهم بالغرق ضاعت أحلامهم سدى و( انقطع عشمهم ) في التطبيع مع اسرائيل ، فبعد ان دعت الولايات المتحدة الامريكية اسرائيل لوقف التطبيع مع الانقلابيين والتوقف عن دعمهم، ( قنعوا من خيراً فيه) وطفقوا يتحدثون عن موقفهم الثابت من عدالة القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، (موقفهم الثابت) بعد ان فشل عندما صار (متحركاً) وصرح قائد الانقلاب اكثر من مرة أن دولة الإحتلال الاسرائيلي مثل كل الدول” من الممكن أن تكون للسودان علاقات طبيعية وان موقفهم من القضية الفلسطينية ثابت فربما قصد البرهان هذا التناقض ، لأنه يعلم انه ربما يعود صفر اليدين من صفقة التطبيع ..وقد حدث . طيف أخير: تنازلوا عن دوركم في إصلاح الناس وأصلحوا أنفسكم

صحيفة الجريدة

Exit mobile version