هاجر سليمان تكتب: ما يدور بالعاصمة

مايدور حرب كبرى، صراع وتقاطع مصالح، عملاء بالداخل يرسلون المعلومات لمخابرات تلك الدول، وبعثات يمارس سفراؤها جولات مكوكية داخل العاصمة وبعضهم يسافر الى الأصقاع ليلقى مراده، محاولات التركيع مستمر تارة يرفع احدهم رأسه فيشاهد جزازة العقوبات تكاد تقص أذنيه فسريعا مايخفض رأسه ليظل مطاطئا رأسه دون التطلع والنظر الى الأعلى حيث العقاب، والنعامة مازالت تدفس رأسها في الرمل .
ومخططات تحاك بليل بالاتفاق مع اشخاص يقبضون الثمن ليلا ليذبحون الذبائح نهارا ويقيمون الولائم ثم يستقسمون بالأزلام فسقا لإتمام غاياتهم البائسة، ثم ان بعضهم يمارس الدجل والشعوذة للتشبث بالسلطة والبعض الآخر دقوا اسفينا بين مكونات المجتمع وجلسوا ليروا مخرجات ما اقترفت أيديهم .
وفي امبدة تسارع قوات الفيدرالية شعبة البستان وتضبط احد مروجي العملة الاجنبية المزيفة وتضبط بحوزته دولارا مزيفا كان بصدد ضخه في الاسواق، وهذا مخطط آخر لإغراق السوق بالدولار الزائف لتدمير الاقتصاد وهدم منظومة المؤسسات المصرفية، بينما عديم الذمة يمارس النشاط بقلب السوق العربي ويروج الدولار ليجنى اموالا صحيحة ويصرف الاموال الخبيثة ويسهم في اتمام المهمة التي أوكلت اليه بنجاح، ويجري المخطط على قدم وساق واستقطبت اليه عناصر متعددة لتسهم في إنجاحه .
ثم ان الصراع بين النقابات يتموضع على حواف مؤسسات الدولة التي نخر سوس الفتن والتسييس عظمها الهش، فتراها تتهاتر وتتصارع صراع الأفيال فيما بينها فتضيع الازهار والحشائش من تحتها .
ومسئولون آثروا السلامة بالانزواء في مكاتبهم فلا تسمع لهم ضجيجا ولا ترى لهم طحينا واختلط حابل خوفهم بنابل تمسكهم بالمناصب والبعض منهم رفع شعار الثورة وقلبه خاويا إلا من بعض الكلمات التي يرددها ايمانا بانها مخرجه الوحيد، وبعضهم آثر اسلوب (الشبيحة) يده هنا وموطئ قدميه هناك تصريح هنا وزيارة هناك وضوء هنا وصلاة هنالك ويعلو صوته مطلقا ترنيمة من باب الغش والخداع واتباع سياسة انا معكم في اي زمان واي مكان ومع اي شخص وكل شيء.
الرجل الذي تخدعه أضواء الإعلام والشهرة وتغريه اللقاءات على بعض المواقع المغمورة ثم يشعر بالعظمة متجاهلا أصله وفصله والجهة التي أتى منها وكيف كان يستغل في مسح الأبوات (مفرد بوت) وفجأة خدمته الظروف ولعبت دورا كبيرا وصنعت منه بطلا ونمرا من ورق ثم ان أضواء الشهرة باغتته وفجأة وجد نفسه أمام مايك صغير، عندها فقط ظن انه بإمكانه التحدث فيما يعنيه وفيما لايعنيه فـ(اتكبكب) و(هرطق) و(هنق) وتجشأ مبديا رائحة نتنة من جراء ماتناوله من طعام دسم يبدو غريبا على معدته التي امتلأت يوما بما يعتبر أسوأ طعام ولكنه في ذلك اليوم تجشأ وخرج حديثه من بين تجشؤه نتنا منتنا متعفنا تفوح منه رائحة اللعاب المتقيح والأسنان الصدئة المصفرة متناسيا انه قد تجرأ على قول ما لا ينبغي له أن يقول فكيف لذلك (العربيد) ان يمس من هم أنقى وأفضل منه أخلاقا وتعليما ومهنية، ولكن لا غرابة فكما ان الله يهب الجنة لمن يشاء كذلك يهب الملك لمن يشاء فيتسلل الى العروش خفية أمثال هؤلاء الوطاويط الممرضة التي لو تركت لتكاثرت وقضت على عرش المملكة فلذلك التطهير وجب خاصة هذه الفترة .
كافحوهم قبل أن يتكاثروا فيحجبوا عنا الهواء …

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version