ما زلت.. أمارس جلد الذات وتعذيبها بمشاهدة قنواتنا الفضائية.. وسخافاتها وسخفائها.. وأساخفتها.. إلا من رحم ربي.. وأنا أعاين فيها وأضحك وأمشي وأجيها راجع.. وألقاهم في صنقيرتهم.. وبعضهم كويعتهم.. وآخرين في طهامتهم.. البرنامج قدامي أحرد منو.. وأحرد كل الساتلايت.. أقفل التلفزيون.. أنوم.. وأصحا وأقول يا أخي مافي داعي.. افتح قناة منهن القى برنامج البارح الما يغباني والحردت منو في محلو الخليتو فيهو.. وكأنما هؤلاء العباقرة قد برمجو برامجهم مع برمجة حردتي أو حرادبي.. فكنا نلتقي على أمل التجديد ونفترق وأنا في غاية الحنق وارتفاع الادرنالين.. اتبسطت جدا كبقية قومي اشد الانبساط.. عشان أم شوايل مرقت من البئر أو الجب.. عندما مرّ بها نفر من السيارة.. فاخذوها إلى الخرطوم حيث بلد العزيز أم دوم.. فأصبحت عزيزة قوم.. وشخصية اجتماعية.. تتحدث عنها وسائل الإعلام.. تزوجت أم شوايل.. فكانت أخبارها في الصحف والقنوات والنت.. وكل ما له علاقة بالقوالة ونقل الأخبار.. سيّرت وسائل الإعلام أم شوايل إلى بيت عدلها.. في انتظار خبر مولودها الأول.. وتوجهت إلى السعودية حيث الطيب (صاحب النعجة).. والمقولة الشهيرة “إن اطبقت السما مع الواطا ما ببيع لك النعجة”.. احتفل القوم بالأمانة.. واحتفو بها.. طيب يا جماعة الأمانة دي وقت سمحة كدي.. وعاجباكم.. ما بتسووها مالكم؟.. عميانين منها.. و هي ساااااهلة.. وفي متناول اليد.. إلا على ذوي النفوس الصغيرة.. كانت أمنيتي أن يتزوج صاحب النعجة الطيب بصاحبة الجب (أم شوايل).. عشان أخبارهم لي قدام تبقى خبر وااااحد.. وعشان ما يشلهّت أهل الإعلام ونشلهّت نحن معاهم.. لما يجيبو لصاحب النعجة ولد وترزق أم شوايل بولد.. يقولو رزق الاتنين بمولود.. ويبقى كشف السماية واحد.. لكن العرس قسمة ونصيب.. إن خبر زواج أم شوايل صاحبة الجب.. قد يغرر بكثيرات من فتيات بلادي المتوجسات من العنوسة خيفة.. وتقعد الواحدة فيهن تكوس لي بئر تقع فيها.. وتلقى عريس.. وإقرب الطريق إلى الزواج (جُمبلغ)وتتحزم وتقعد جنب البير وهي ناوية أن تتلب وتردد:-
لاقيتو جنب البير
الليلة
والدلو قصطير
الليلة
اب سنوناً جير
ان شاء الله يخطفني ويطير
.. “وجُمبُلُغ”
.. وأخاف واحدات ما يلقن بئر ويقولن الأدبخانة أقرب.. إن قصة أم شوايل تستحق النشر.. ولكن مطاردة فتاة مسكينة واقتحام حياتها الخاصة ما لذيذ.. وأمانة الطيب حبابها ومرحب بيها.. لكن الاحتفاء بها لدرجة انو هو زاتو يتخلع ويكتشف انو سجيته وطبيعته وتربيته كانت حاجة غريبة.. والله شفتو في قناة من قنواتنا وهو يطمّش في السفارة السودانية مسكين ويكركرو فيهو من أوضة لي أوضة.. مطيّر عويناتو ومخلوع من الهلولة البقى فيها.. ويكون في سرو قال” اريتني كان بعتها.. النعجة دي”.. كم فتى مثل الطيب في بلادي؟.. وكم عالم ؟و كم مخترع ؟.. لم يحتفو بهم.. وكم مبدع يحاول المحتفون بالنعجة ان يكسرو جناحيهو.. وأن يحجمهو ويعيقوهو…. !!!! كثير كثير ولكننا نعيش عصر الفارغة والمقدودة القائمة على الولاء الاحمق، حماقة أبو الدقيق!!
الباب البجيب الريح- صحيفة اليوم التالي