محمد احمد كباشي يكتب: تخريب كسلا وتدمير القطار

طوال الاسبوع الماضي انشغل الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي بتداعيات الأحداث الدامية التي شهدها اقليم النيل الازرق ولا زالت ردود الفعل تترا جراء ما تعرضت له قبيلة الهوسا وما يحمد له ان مكونات الشعب السوداني أبدت تعاطفها وتضامنها مع الهوسا وسارعت العديد من الولايات بإرسال قوافل دعم المتضررين وهذا في حد ذاته قيمة تستحق الاشادة وانسان النيل متواجد في بقية الولايات مثلما أبناء الولايات يشكلون نسيجاً متفرداً بهذه الولاية في مقابل رفض واسع للدعوة الى القبلية واثارة النعرات مع بروز مبادرات هنا وهناك لرأب الصدع ونزع فتيل الأزمة ومحاولات جادة لاعادة المياه الى مجاريها ونأمل ان تكلل كل الجهود رسمية كانت ام شعبية في اعادة الاوضاع الى طبيعتها مع علمنا التام ان بعض الجهات السياسية حاولت ولا زالت بالمتاجرة بالازمة واتخاذها مطية لتحقيق أهداف وتأجيج نيران الصراع السياسي واثارة الفتن بين المكونات المختلفة.

احداث كسلا

ليس هناك ادنى مبرر يدفع ببعض المتهورين صبيحة الاحد الماضي اثناء مسيرة للهوسا بكسلا تنديداً باحداث النيل الازرق ما جعلها تخرج عن سلميتها وكانت المشاهد المؤلمة جراء عمليات النهب والتخريب التي طالت عدداً من المؤسسات على رأسها امانة حكومة الولاية مباني محلية كسلا وحرق سيارات وملفات مهمة فما الجرم الذي ارتكبه مواطن كسلا حتى يجعل هؤلاء يقدمون على هذه التصرفات البربرية والهمجية ولا لطف الله لكانت الكارثة افظع من تلك التي خرج هؤلاء منددين بها وهنا نحمل حكومة الولاية في عدم قراءتها للأحداث وواقع مدينة كسلا والتي صار جسدها ينوء بالضربات الموجعة ولذلك يجب الا يفلت كل من تثبت ادانته وكل من قام بالتخريب والنهب من ايقاع اقسى العقوبات من بينها غرامات مالية لإعادة ما تم تخريبه.

قطار النيل

واحدة من الاخبار المؤلمة ما تناقلته الوسائط قبل ثلاثة ايام تعرض خط السكة الحديد شمال الجيلي لعملية سرقة ما ادى لانحراف القطار عن مساره ونحمد الله ان عنايته ورعايته شملت جميع الركاب والا لكانت الكارثة افظع وابشع من اي كارثة شهدتها السكة الحديد طوال مسيرتها والذين قاموا بهذا الفعل الشنيع وان جاءت الاخبار انه بدوافع السرقة الا ان الامر اكبر من ذلك ويبدو ان هناك جهات تقف وراء هذه الجريمة البشعة وبلا ادنى وازع ديني او اخلاقي ينفذون مخططهم الاثم عبثاً بأرواح الأبرياء وتخريب مؤسسات الدولة والتي صارت هدفاً سهل المنال في ظل غياب هيبة والدولة وضعف انفاذ القانون.

الحملة بدأت تطال قطار النيل منذ بداية عمله قبل سنوات حيث ظل القطار يتعرض الى حصب بالحجارة وتهديد حياة الركاب بواسطة صبية وشباب ينتظرون مروره في عدد من المواقع ولكن الظاهرة تم حسمها بعد تشديد الرقابة وتهديد كل من يعترض سير القطار.

ولو ان مثل هذا الفعل حدث بدولة اخرى لكان مصير من قاموا به الاعدام في ميدان عام ولكن الى متى تطال ايادي التخريب اقتصادنا القومي؟.

على المجتمع ان يقوم بدور ايجابي ومساعدة الاجهزة الامنية في التبليغ عن مثل هذه الظواهر التي اوردتنا واوردت بلادنا مورد الهلاك.

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version