غلاء فى رحلتي الذهاب والعودة .. السبب الحماني العيد هناك احضرو

يغني الفنان الكبير الراحل النعام آدم على اثر دخول اللواري والبصات السفرية اراضي منطقته وهى تحمل خبر قدوم محبوب له والعيد على الابواب فينشد ويقول (مرحبتين حبابك واليوم السعيد الليلة جابك يافريع البان) وهكذا لسفر العيد وترحاله بالسودان طعم آخر ولربما يكون اللّوم سيد الموقف اذا لم يشد احدهم الرحال ويسافر لذويه في العيد لذلك يقول الموسيقار محمد الامين (العيد الجاب الناس لينا ماجابك يعني نسيتنا خلاص مع انك انت الخليتنا ) فشد الرحال للعيد بالسودان موجود قبل قرون وسنين خلت فأنظر لشاعر البطانة عكير الدامر فهو يلوم نفسه ويتحسر عندما انشغل بمعشوقة له ولم يخرج مع اصدقائه ورفاقته للعيد فيقول(النَاس عَيدَتْ مَرَقتْ عَليْ أصْحَابَا وانا فريتْ عَليْ الجَاهلَة السَمِحْ تِرحَابَا)،، العيد السعيد في هذا العام لم يأتي بماتشتهي سفن الكثير من المواطنين الذين ظلو يواصلون اهاليهم وذويهم بصورة راتبة في كل الاعياد وذلك بسبب الغلاء وارتفاع تذاكر البصات السفرية الجنوني. “كوكتيل” جلست لعدد من الاشخاص الذين لم يبتسم لهم الحظ للسفر وحضور العيد مع أهاليم وذويهم بولايات السودان المختلفة وخرجت بالحصيلة التالية:-

غلاء فاحش
يقول المواطن آدم هارون من ولاية غرب دارفور الجنينة والتي يقطن إحدى قراها وتبعد عن الجنينة حوالى 40 كلم غربا انه يرى المواطنين في الخرطوم في هذا العيد بأن همهم الاول والاخير هو “خروف” العيد وقال انه راى كثيرًا من الناس استدانوا واقترضوا لأجل الاضحية واضاف هارون بان همه الاول والاخير ليس الاضحية وذلك بسبب ان الاضاحى بمنطقته متوفرة وبأرخص الاثمان وقال ان الغالبية العظمى من اهالى قريته لا يشترون الاضحية لأنهم يمتلكون الكثير من المواشي وبقية الانعام المختلفة وقال حتى الفقراء لديهم ولو القليل من الماشية وقال ان همه الاول والاخير هو ثمن تذكرة ذهابه لأهله وذويه وقال ان اصحاب البصات لايلتزمون بتعرفة البصات التي تأتي اليهم من غرفة النقل واتحاد اصحاب البصات السفرية وأكد ادم ان سعر تذكرة سفره لقريته بغرب دارفور اغلى من سعر تذكرة بص الخرطوم القاهرة . وقال ان تكاليف سفره بالبص تشترى له اكثر من عشرة اضاحي من الاضاحي الكبيرة والمميزة بقريته ، وتحسر آدم على عدم مقدرته واستطاعته السفر لهذا العيد بامر الظروف الاقتصادية .

سماسرة ووسطاء
محمد الهادي من أبناء الدلنج رجع بحقيبته التي جهزها للسفر وقال بأن السماسرة والوسطاء تسببوا في ارتفاع اسعار التذاكر بصورة لم يسبق لها مثيل وقال ان صاحب البص يقول لهم بأنه مضطر لمضاعفة سعر التذكرة للدلنج لأنه ربما يرجع دون ركاب واضاف الهادي قائلا ما ذنبه ليدفع ثمن رجعة البص في رحلة لم يكن من ركابها وقال محمد الهادي مترنما باغنية الفنان الكبير الراحل عبد الكريم الكابلي “السبب الحماني العيد هناك احضرو” مشيرا لاستغلال المواطنين بعضهم البعض مع التردي الاقتصادي الذي قال عنه محمد الهادي بانه “البعبع” الاكبر لمضاعفة اسعار تذاكر السفر.

مشكلة الدولة
سهيلة محمد التوم من مواطنات مدينة كوستي قالت المشكلة هي مشكلة دولة في المقام الاول وقالت بان الجهات المختصة لم تكن رادعة بالقدر المطلوب للسماسرة والمضاربين في اسعار التذاكر والتعرفة المتفق عليها، وقالت ان مواسم الاعياد اضحت فرصة سانحة لثراء عدد كبير من اصحاب النفوس المريضة على حساب المواطن المغلوب على امره والمضطر ان يدفع مهما كلف، وقالت سهيلة إنها طالبة في سنتها الاخيرة باحدى جامعات العاصمة وقالت بانها مضطرة مع الكراهة على ان تدفع اي مبلغ حتى ترى والديها واخوانها التي حرمتها الدراسة منهم لمدة عام وقالت للأسف الشديد انها تعرف عددًا من زميلاتها المتعففات أللائي لم يذهبن لأهاليهم لقضاء عطلة العيد نسبة للارتفاع الجنوني لاسعار التذاكر وفضلوا ان يعيدوا بالداخلية تحت قسوة الظروف، وختمت سهيلة قائلة على الدولة ان تتدخل حتى لو تسخر عددًا من مركباتها الخاصة لترحيل عدد كبير من المواطنين مع الخصوصية التامة للطلبة والطالبات وبذلك تكون الدولة قد ساهمت في نسف مافيا تذاكر الاعياد .

مافيا التذاكر
محمد عثمان من ولاية القضارف يقول إن ازمة تذاكر العيد مفتعلة ومصطنعة من جهات معروفة وقال محمد بأنه قبل العيد كان يذهب للقضارف بأقل بكثير من ذلك السعر الذي سافر به الآن وقال ان السماسرة كانوا يتهافتون عليهم ويغازلونهم للركوب في البصات التي يعملون بها وقال في كثير من الاحيان يخرج البص من الميناء البري ناقصا وكثيرا ما كان يأتي من القضارف ناقصا وفي كلا الحالتين لم يقل اصحاب البصات بانهم كانوا يخسرون بل كانوا يواصلون بنفس الوتيرة ولكن العيد اتاح لهم فرصة الاصطياد في الماء العكر واستغلال المواطن دون حسيب أو رقيب .

استغلال مزدوج
يقول الحاج محمد صديق سائق بص سياحي سابق من ولاية سنار أن بالميناء البري بصات مختلفة منها بصات لشركات كبيرة ومعروفة بالسوق فيما توجد بعض البصات تماثل وتشابه تماما بصات الشركات الكبرى ولكنهم يطلقون عليها درجة ثانية وذلك فقط لأن المالك لايمتلك شركة وبصات كثيرة فيمتلك بصا واحدا فقط او اثنين ومع العلم بان سعر الوقود موحد لكل البصات فلماذا تختلف اسعار التذاكر مع توحد نوعية الخدمة المقدمة في كل البصات؟؟ وقال محمد يتعلل اصحاب البصات بعدم وجود ركاب بالاقاليم فيقومون بمضاعفة التذكرة ، وقال لكن بعد عطلة العيد يتجه كل ابناء الولايات للعودة للعاصمة فلا داعي لمضاعفة اسعار التذكرة وذلك بسبب ان الخرطوم لن تخلو يوما من الركاب العابرين للولايات مهما كان .

الخرطوم : سعيد عباس
صحيفة السوداني

Exit mobile version