عزيزنا المشترك: تنفيذاَ لقرار النائب العام سيتم إيقاف خدمة الإنترنت خلال جلسات إمتحان الشهادة السودانية من الساعة 8 صباحاً وحتى 11 صباحاً. الفشل يمشي سريعاً بين كل كلمة وكلمة في الرسالة الصادرة من شركات الإتصال والتي ليس من بنود العقد بين الشركة والعميل تحمل فشل دولة في إيجاد طرق من شأنها تقليل حالات الغش والخروج بنتيجة حقيقية لمستوى الطلاب غير قطع خدمة الإنترنت.
حقيقة القائمون على أمر التعليم في بلادي يفتقرون لأدنى مقومات الإدارة. والإنتماء السياسي لا يعني أنك الأصلح لتولي منصب في وزارة التربية والتعليم. وحلولهم للمشاكل تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك قمة الفشل. وهذا ليس بالجديد فمنذ العهد البائد والأغبر والأغبر منه لم يتول من يجد حل لمشكلة الغش في الشهادة السودانية غير قطع الإنترنت.
تمثل الشهادة السودانية البعبع الذي يؤرق مضاجع الأسر قبل الطلاب فنحن نصور للتلاميذ أنهم مقبلون على حرب. خسارتها تعني ضياع المستقبل والفشل وضياع سنة من حياة الطالب والنجاح فيها يكون بمثابة الفخر والإعتزاز ودليل على التربية السليمة وما دونه بسبب قلة الأدب.
ثم يأتي دور المعلم الذي يصور أن عدم ذهابك إليه في الأسبوع الأخير من الدراسة سبب آخر لان ما يذكره المعلم في حصة التركيز الأخيرة يغني عن التعب والسهر فهو المطلع للغيب وما يعطيه في الدرس الأخير هو ما (ستشاهد غداً). فالكم الهائل من حصص التركيز والدعاية التي تصاحبه ليس دليل علي عافية التعليم في بلد كان معلموه يبتعثوا معارين للتدريس في البلدان العربية فالتعليم عملية مستمرة لا تبدأ من حصص التركيز بل من بداية العام الدراسي.
يعتبر عدم تهيئة الإدارة المدرسية لطلابها نفسياً عن طريق حصص توجيهية تركز على الأخلاق في المقام الأول وربط الإمتحانات بالقيم الإسلامية التي تحث على تجنب الغش وتبصير الطلاب بالأضرار الناتجة من هذه السلوكيات إذ لا يعقل غياب المشرفين الإداريين والنفسين في مدارسنا وإن وجد فنسبة قرابته بالمالك أو المدير تكون في الغالب من الدرجة الأولى فالتعليم في بلادي أصبح مهنةً من لا مهنة له. فأصبحت المدارس الخاصة تسمح لمعلمين لم يرتادوا كليات التربية بتدريس مواد فكل ما خبروه هو المنهج الذي لا يغير فتم حفظه أو أن صدف توقعه في سنة من السنين لدرجة ان نجد له العذر إن خاب ظنه في أن العام القادم التوقع سيكون بنسبة 100%.
إن لم نغير الإدارات وطريقة التفكير سيكون أقصى حلولنا قطع الإنترنت. فهو برئ من فشلكم.
دكتور حمزة أحمد حمزة
زمالة التعليم العالي البريطانية
صحيفة الامتباهة