صباح محمد الحسن تكتب: يموتون في ظل السلام كما الحرب !!

قال مستشار المجلس الأعلى للإدارة الأهلية بالسودان البشرى الصائم إن الصراعات القبلية منتشرة في كل انحاء السودان والقبائل في غرب السودان متعايشة لاكثر من 200 عام والهوسا في النيل الأزرق متعايشين مع كافة قبائل الأقليم لاكثر من 100 عام ومتصاهرين واشار في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق ان الجديد هو تحول الصراع القبلي الى صراع موارد بعد ان كان في المرعى والمياه وقال (مافي باطن الأرض هو من فجر النزاعات القبلية ) 
وقال ان إحتضان رئيس مجلس السيادة ونائبه للإدارات الأهلية خلق مشكلة وأصبح اي مسؤول يريد ان تكون لديه امارة ونظارة ، وقال إن إتفاقية سلام جوبا هي المشكلة الكبيرة وهي السبب في تأجيج الصراعات القبلية ، وان احتضان رئيس مجلس السيادة ونائبه للإدارات الأهلية خلق مشكلة وأصبح اي مسؤول يريد ان تكون لديه أمارة ونظارة ، وقال ان اتفاقية سلام جوبا هي المشكلة الكبيرة وهي السبب في تاجيج الصراعات القبلية وأتهم مستشار المجلس الأعلى للإدارة الأهلية عضو مجلس السيادة مالك عقار وقال انه احتضن الهوسا وهو ضالع في أحداث النيل الأزرق بالتقصير ولم يفرض هيبة الدولة ويحرك قواته لفض النزاع . والشاهد أن اهم ماقاله الصائم في حديثه ( أن مافي باطن الأرض هو من فجر النزاعات ) ، وهو الحديث الذي يكشف حجم المصالح والأطماع التي تؤجج نيرانه اللافتات السياسية التي يقف خلفها قادة الحركات المسلحة ، والتي ظلت مسلحة حتى بعد اتفاقية سلام جوبا التي استبشر بها المواطن خيرا أن تكون لمناطق النزاع المظلة التي تقيهم من حرور ونيران الحروبات ، ليكتشق أن كذبة السلام أشد وجعا من حقيقة الحرب عندما تتبددت كل الأحلام الآنية والمؤجلة ويضيع بسبب المطامع والاغراض الوطن بأكملة ويموت المواطن ( موت الضأن) . وأن مافي باطن الأرض لم يكن سبباً في تفجير قنبلة الصراع في الأقليم وحسب ، مافي باطن الأرض هو الذي يجعل بلادنا بأكملها تضيع وتجوع وتفقر ، مافي باطن الأرض هو من يجعل بعض الدول الأخرى لاتريد خيرا للسودان ولشعبه ، ومافي باطن الأرض هو من شيد وبنى امبراطورية آل دقلو فلولا (مافي باطن الأرض) لعاش السودان في أمن وسلام ولما كان محط انظار الطامعين من الاصدقاء والأعداء . ويبقى حديثه عن إحتضان رئيس المجلس الإنقلابي ونائبه للادارات الأهلية وانه تسبب في خلق المشكلات وأصبح اي مسؤول يريد ان تكون لديه امارة ونظارة ، هو ماتحدثنا عنه من قبل أن اول ماقام به قادة الإنقلاب هو العمل ببرنامج وخطة محكمة لزيادة وزن الإدارة الأهلية بالرغم من أن ( إضافة وزن لاتعني القوة ) وتباروا بعدها في تسجيل الزيارات للنظارات ومخاطبة الاحتفالات القبيلية لأن الفشل الذي يعاني من وزرة الانقلابي هو من يخلق في دواخله احساس اليُتم والبحث عن ملاذ آمن وسط القبائل. فقبائل تعيش لاكثر من 200 عام في النيل الأزرق وتتعايش مع بعضها البعض لاكثر من 100 عام إذا السؤال الحاضر ماهو السبب الذي جعلها تتنافر وتتصارع ويقتل بعضها البعض الآن ، من الذي يقف خلف إشعال حرائق الفتنة ، وفي هذا التوقيت بالتحديد ، تلك الفتنة ذات الاحداث المتزامنة والمتشابهة في سيناريوهاتها . فمالك عقار وحركته التي لاتحظى بقبول كبير في النيل الازرق وتلاحقها الاتهامات بتأجيج الصراع هناك وهو العضو ( غير الفاعل ) بالمجلس الإنقلابي الخامل ، ماهو موقفه ودوره الآن هل سيقف متفرجاً على قتل المواطنين هناك ، أم سيختلف من موقفه حول مقتل الثوار في الخرطوم ، فالرجل هنا قال انه لايهمه مايفعله ويقوم به قائد الجيش وسلطاته ضد الثوار وأن كل مايهمه ان يكون البرهان ملتزما باتفاقية سلام جوبا ، حتى لو بقى بالقصر الجمهوري ( بلاشغله ) !! فالآن يقتل المواطن في النيل الازرق في ظل السلام كما الحرب وهذه اول بنود الخرق لإتفاقيات السلام المعروفه عالميا فكيف يستقيم الأمر ، أن توقع مع نظام لإتفاقية سلام بأسم الاقليم الذي مازال يعاني من وطأة الحرب وويلاتها ، وكيف يحظى الرجل بمنصب سيادي بسبب اتفاقية سلام وشعبه يموت بسبب اتفاقية حرب ، ( مِحن ) !! . طيف أخير : 
الضربة التي توجع الوطن ..تيقظه.

صحيفةالجريدة

Exit mobile version