في خطوة غير متوقعة من الجانب السوداني وفي ظل الأحداث الأخيرة التي جرت في أثيوبيا ولقاء الرئيسين السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد، بكينيا أبدى الجانب الأثيوبي حسن النوايا مع السودان في منع تسلل العناصر المسلحة إلى الأراضي السودانية.
وعقب لقاء كينيا أعلن رئيس الوزراء الأثيوبي، أنه التقى قائد الجيش السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، في نيروبي، على هامش قمة إيغاد” (مجموعة دول شرق إفريقيا ووسطها للتنمية)، وكتب على حسابه الرسمي على تويتر: “أقرينا كلانا بأن بلدينا لديهما العديد من عناصر التعاون للعمل عليها بسلام”، وتابع: “علاقاتنا المشتركة تتجاوز أي نزاع. كلانا ملتزم الحوار والحل السلمي للقضايا العالقة”.
فيما أعلنت الحكومة السودانية أمس الأول، إعادة فتح معبر القلابات الحدودي مع أثيوبيا وتكليف مراقبة الحدود الدولية لمنع تسلل العناصر المسلحة داخل الحدود السودانية، وجاء قرار فتح المعبر عقب إغلاقه بعد حادثة تصفية سبعة جنود سودانيين على يد مليشيات أثيوبية مسلحة .
وأكد خبراء أمنيين لـ (الصيحة) أهميه فتح المعابر بين البلدين في تبادل المنافع التجارية، مشيرين إلى أن فتح معبر القلابات يقلِّل من الفوضى وتسلل الأجانب إلى الداخل وأن العلاقة بين السودان علاقة تاريخية.
حلول عاجلة
وحول القرار بفتح المعبر الحدودي مع أثيوبيا كانت هنالك عِدة آراء حوله إلا أن المكوِّن العسكري لمجلس السيادة واللجنة الفنية لمجلس الأمن والدفاع حسموا الأمر عبر اجتماع برئاسة الفريق عبد الفتاح البرهان قرَّر على إثره فتح معبر القلابات الحدودي أمام الحركة بين البلدين طبقاً للإجراءات القانونية المتعارف عليها، وقرَّر تكثيف مراقبة الحدود الدولية ومنع حركة أي عناصر مسلحة بين البلدين مع احتكام التنسيق بين الجانبين واتخذ القرار في إطار المباحثات التي انطلقت بين قيادات الجانب الأثيوبي والسوداني بشأن التوصل إلى حلول عاجلة في القضايا العالقة بينهما.
تسلسل غير مشروع
الخبير الأمني عبد الله صافي النور، قال في حديثه لـ(الصيحة): في تقديري قتل الجنود من قبل أثيوبيا لا شك له أثر كبير جداً على العلاقات بين السودان وأثيوبيا ولكن في نهاية الأمر السودان وأثيوبيا دولتين وجارتين تربطهما علاقة قوية في تبادل المنافع المشتركة، مؤكداً بأن هذا الأمر حدث وسوف يفصل فيه على طريقة يتم التوافق عليها بين البلدين وسيكون العقاب موجوداً، وأردف أن فتح المعبر لابد منه الآن لأن هنالك منافع متبادلة ومشتركة ولها تاريخ قديم لذلك فتح المعبر مهم جداً لوضع السودان تحديداً، وأضاف: ليس المعبر بالجديد وأن المناطق مناطق حدودية وكل شيء بها مشترك في التجارة والتبادل وبالرغم من قتل الجنود السودانيين إلا أن العلاقات الدبلوماسية لم تقطع لأن هنالك رابط قوي، وقال: من الأفيد أن تكون الحركة عبر المعابر الأثيوبية للسودان لضمان عدم التهريب والتسلل غير المشروع وأن هذه مسائل قانونية أفيد للدولتين معاً وإذا ما لم يحدث ذلك فإن الحدود واسعة جداً وأن إغلاقها لا يصب في الصالح العام، وأضاف: من الناحية الأمنية للجانب السوداني أفيد أن تكون الحدود مع القلابات مفتوحة لربط الدخول والخروج عبر البوابات لضبط الجوانب الأمنية، لأن الحدود واسعة ومفتوحة يصعب علينا من ناحية أمنية أن يكون عليها انضباط أمني كامل، وقال: دون شك أن فتح معبر القلابات يكون فيه فائدة للجانبين.
ضوابط أمنية وإدارية
كان مجلس السيادة السوداني ناقش في اجتماع له إغلاق معبر القلابات الحدودي بين السودان وأثيوبيا منذ يوليو الماضي، حيث قرَّر الجانب السوداني إغلاقه بعد مقتل قائد المنطقة العسكرية هناك على يد مليشيات أثيوبية، وقالت متحدثة باسم المجلس: إن الاجتماع أطلع على المذكرة المقدَّمة من وزارة الطاقة والنفط بشأن فتح المعبر الحدودي لتمرير شاحنات الغاز المملوكة لدولة أثيوبيا، وأضافت: “تمت الموافقة عليها لدواعٍ إنسانية، على أن تراعى الجوانب الإدارية والأمنية، وقالت مصادر أمنية: إن قرار إغلاق منفذ القلابات اتخذه قائد الجيش السوداني والمجلس السيادي ولم يصل إخطار رسمي للمنطقة العسكرية الشرقية بفتحه، مجدِّداً باستثناء السماح لناقلات الغاز بالمرور دون أي سلع أخرى.
قرار صائب
وفي المقابل يرى الخبير الأمني الفريق إبراهيم الرشيد، أن هنالك تخاطب حدث في أول لقاء بين الفريق البرهان ورئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد تم فيه طي صفحة الخلاف التي حدثت، وأضاف في حديثه لـ(الصيحة): بالتالي من أهم الأشياء التي يتخذ فيها القرار هي المسائل المتعلقة بالمعابر التي تربط السودان بأثيوبيا وأن الحبشة تعتمد اعتماداً كلياً على المعابر في الإمدادات المختلفة منها الوقود والاقتصاد وأشياء كثيرة أساسية، موضحاً بنفس القدر أن السودان يحتاج إلى المعبر لتبادل التجارة، وأضاف: إن قرار فتح المعبر قرار حكيم جداً ونحن أقرب لأثيوبيا في القيم والأخلاق والتاريخ معروف لكل الأثيوبيين لذلك لا يصح أن نربط المصالح مع أي جهة كانت على حساب الأثيوبيين لذلك لابد من فتح المعابر الحدودية مع أثيوبيا.
مصالح
وفي ذات السياق يرى الخبير الأمني الفريق عبد الرحمن أرباب لـ(الصيحة) أن أثيوبيا والسودان شعوب متداخلة منذ فترة طويلة وهنالك مصالح كثيرة مع القرى الحدودية وهنالك مصالح اقتصادية اجتماعية وغيرها من المصالح المشتركة التجارية، موضحاً بأن هنالك سبب مباشر جعل السودان يغلق المعبر مع أثيوبيا على إثر الخلافات التي حدثت، ولكن لقاء البرهان مع الرئيس الأثيوبي في القمة أحدث انفراجاً في العلاقات بين البلدين، ونجد أن القبائل الحدودية بين الدولتين هي المتضررة ولا يستطيع السودان وأثيوبيا أن يقدما لهم مساعدة بعد إغلاق الحدود لذلك سمح لهم بالتواصل عبر المعبر بانضباط شديد حتى لا يتمكن المتفلتين من الدخول بالتهريب إلى أرض السودان وأن المساعدات على قدم وساق بحيث الأمور تنساب بسلاسة وتكون العلاقة طيبة لأنها تخدم الحدود، وأضاف: كل ما كانت العلاقات طيبة كانت الحدود آمنة وهنالك استفادة وعدم خلاف يضر الجانبين ونتمنى المحافظة على ذلك.
الخرطوم: عوضية سليمان
صحيفة الصيحة