(1)
عندما كان الرواج و(الصيت) للجبهة الثورية، ارتدى محمد سيد احمد (الجاكومي) جلبابها وأصبح (جبهة ثورية) اكثر من مالك عقار، بعد ان اصابه القحط من كونه الناطق الرسمي للحزب الاتحادي، فهو منصب بدون (فلاشات) . عندما ظهرت المسارات والتكتلات القبلية وأصبح لها السبق، قفز محمد سيد احمد الجاكومي على مركب (كيان الشمال) ليكون ربانه، لتأتي ثورة ديسمبر لمجيدة ويتفجر بركانها فيركب محمد سيد احمد موجة (الحرية والتغيير) ليصبح (ثورياً) يتم اطلاق سراحه من سجن موقف شندي ، محمولاً على الاعناق ، وعندما اصبحت الغلبة لمجموعة الميثاق الوطني في (الحرية والتغيير) بعد انقلاب 25 اكتوبر اصبح محمد سيد احمد (تواثقياً) – ليكون (عسكرياً) اكثر من وزير الدفاع.
لمحمد سيد احمد القدرة على التلون والتبدل على مدار الساعة. فشوكة ساعته دائماً تشير نحو مصالحه الخاصة.
الجاكومي بذكائه السياسي (المحدود) علم ان (الكرت) الذي يمكن ان يكش به الورق كله ويترّبح منه هو كرت قوات الدعم السريع وليس الجيش ، فهو يعرف مصلحته جيداً ، لذلك هو الآن في مرحلة (وكيل عريف) في قوات الدعم السريع لا اكثر من ذلك – رغم ما يضمره محمد سيد احمد الجاكومي لقوات الدعم السريع وما يحمله من جينات (عنصرية) في تكوينه السياسي المهزوز، وان كنا نحن نرفض (العنصرية) والمتاجرة بها من جبريل ابراهيم ومناوي واردول فنحن نرفضها كذلك من محمد سيد احمد الجاكومي وابوالقاسم برطم والتوم هجو، هؤلاء الذين يظهرون غير ما يبطنون.
(2)
مما لا شك فيه ان فريق المريخ فريق كبير وله تأثيره الاجتماعي والسياسي في السودان وكان لجماهير هذا النادي دور مقدر ومعلوم في حراك ثورة ديسمبر المجيدة رغم ان النظام البائد كان يتدثر بفريق المريخ ويتحرك من خلاله فقد كان مجلس المريخ على امتداد سنوات الانقاذ (خلية) المؤتمر الوطني في الوسط الرياضي او (مفوضيته) كما كان يطلق عليه.
الانظمة الشمولية كانت تدرك ان اقصر طرقها الى الجماهير يتم عبر المريخ وكانت تدرك ان الهلال عصي عليها بعد ان باءت كل محاولاتها بالفشل.
المريخ كان (الذراع) الرياضية للمؤتمر الوطني في السودان – فعلوا فيه كل شيء ، مع ذلك ظل المريخ بجماهيريته العريضة خارج السيطرة رغم القيادات التى قدمها المؤتمر الوطني للمريخ والدعم الذي كان يجده منه.
الهلال بطبيعة تكوينه وهو نادي الحركة الوطنية كان اول جهة (مدنية) تحت منظومة الدولة تدخل في صدام مباشر مع حكومة الانقاذ عندما انتصر الزعيم الطيب عبدالله رئيس نادي الهلال على والي ولاية الخرطوم وقتها الدكتور مجذوب الخليفة في وقت كانت كتائب الانقاذ فيه تغطي مشارق الارض ومغاربها في السودان.
في العهد البائد لا نقول ان الانقاذ لم تقدم بعض كوادرها ودعوماتها للهلال فهي ليس بالغباء الذي يجعلها تدخل في صدام مع نادي الشعب والحركة والوطنية – لكن مع ذلك استطاع الهلال ان يفرض دستوره على كل من دخل اليه من المؤتمر الوطني، عكس ما كان يحدث في المريخ عندما كان حتى الذين لا ينتمون للمؤتمر الوطني في المريخ يدينون له بالوفاء.
ليس بالضرورة ان تكون كوز (منظم) يمكن ان تكون كوز (غير منظم) كما هو الحال عند محمد سيد احمد ويكون خطرك عندها اكبر من ان تكون كوزاً منظماً.
احذروا الكيزان غير المنظمين فالخطر يأتي منهم اما الكيزان المنظمون فهم مقدور عليهم ، فقد انكشف امرهم.
(3)
قوات الدعم السريع التى تبحث لها عن موطئ قدم وسط الشعب دخلت استاد المريخ من اجل صيانته وهي قوات (عسكرية) بمساعدة ومصالح متبادلة مع محمد سيد احمد وبعض المنتفعين في المريخ الذين لا يهمهم شيء غير مصالحهم الخاصة.
عندما كان الدكتور حمدوك رئيساً للوزراء قال الجاكومي في احدى مؤتمرات نادي المريخ ان حمدوك (مريخي) اكثر منه حسب قول حمدوك له في اجتماع ضمهم به.
وعندما تم الانقلاب على حمدوك ورجحت كفة محمد حمدان دقلو اكد الجاكومي ان حميدتي (مريخي) الهوى ليؤكد حميدتي بعد ذلك في احد إفطارات شهر رمضان المبارك (هلاليته) ويقول ان الهلال (حبيب البلد) ، وهو اسم الصحيفة التى يمقتها اهل المريخ والتى كان يصدرها الرشيد علي عمر وتنضح بعشق الهلال.
مع ذلك اسقط الجاكومي هذا الامر وهرول نحو قوات الدعم السريع ليستغل المريخ في عقد صفقات واجتماعات مع حميدتي الذي لم يكن يصله او يلتقى به إلّا عبر المريخ.
كثيرون في المريخ مثل (الجاكومي) لا يختلفون عنه في شيء – فقد وصل بهم (التسطّح) حد ان يغازلوا حميدتي في احدى مشاركته الاجتماعية في عزاء احد اعيان البلاد ويطلبوا منه الدعم ويعتذروا له عن ما قام به سوداكال عندما هدد وأعلن بشكل رسمي مقاضاة قوات الدعم السريع على تغولها على اراضي المريخ من اجل ان تجد لها اراضي بين جماهيره العريضة.
مثلما سلموا المريخ الى (الكيزان) في العهد البائد يربدون ان يسلموا المريخ الآن للدعم السريع – لكن هذا اظنه مستحيلاً في ظل المواقف القوية والمشرفة التى اظهرتها جماهير المريخ في الفترة الاخيرة.
(4)
بغم /
الجاكومي هو (دقلو) الوسط الرياضي – بل هو اقل من ذلك بكثير هو (التوم هجو) او (مبارك اردول) اذا لم نخصم منه (القيمة المضافة).
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
صحيفة الانتباهة