السودان.. مخاوف من تمدد النزاع القبلي

لم تشهد ولاية النيل الأزرق السودانية طوال فترة الحرب، التي دارت رحاها بين الحكومة المركزية والمتمردين نزاعاً قبلياً بالمعنى، ولكن ما حدث في الأيام الأخيرة من اقتتال بين مجموعتين قبليتين راح ضحيته عشرات القتلى يدق ناقوس الخطر، في ظل تفشي النعرات وخطاب الكراهية وفراغ دستوري وأمني جعل من اشتعال الحرب القبلية مهدداً خطيراً للأمن والسلم المجتمعي، ارتفعت معه المخاوف من تمدد الصراع إلى أقاليم أخرى.

ويحذر المحلل السياسي أحمد محمد عبدالغني من خطورة تمدد الصراع القبلي بإقليم النيل الأزرق إلى مناطق أخرى في البلاد. قائلاً: إن «الاقتتال القبلي يهدد النسيج الاجتماعي والتعايش السلمي في الإقليم، الذي كان يعد نموذجاً في التعايش السلمي بين مكونات قبلية عدة، رغم ما عاناه من ويلات الحرب استمرت فيه لعقود، إذ إن الإقليم لم يشهد نزاعاً قبلياً بهذا الشكل من قبل حتى خلال فترة التمرد من بعض أبنائه ضد الحكومة المركزية»، ولم يستبعد عبدالغني وجود أياد خفية تقف وراء تلك الأحداث بغرض العبث بأمن الإقليم والتكسب سياسياً من الصراع وفق قوله.

ضبط النفس

بدوره، دعا رئيس البعثة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان (يونيتامس) فولكر بيرتس المجتمعات المحلية بإقليم النيل الأزرق إلى ضبط النفس والامتناع عن الانتقام، معبراً عن قلقه وحزنه إزاء الأحداث التي يشهدها الإقليم، وقال في تغريدة له على «تويتر»: «إن العنف بين المجتمعات والخسائر في الأرواح بمنطقة النيل الأزرق في السودان أمر محزن ومقلق للغاية».

كما عبرت الولايات المتحدة، أمس، عن شعورها بـ«قلق عميق» من التقارير عن مقتل العشرات في ولاية النيل الأزرق السودانية.

قلق عميق

وقالت القائمة بأعمال السفارة الأمريكية في السودان، لوسي تاملين، في تغريدة على حسابها في «تويتر»: «نشعر بقلق عميق من التقارير التي تفيد بوقوع أعمال عنف طائفي في ولاية النيل الأزرق، أسفرت عن مقتل 65 شخصاً وإصابة العشرات»، وأضافت: «نحض مجتمعات النيل الأزرق على عدم السعي إلى الانتقام، ولكن الانخراط في الحوار»، كما حضت تاملين «السلطات على حماية المدنيين وتقديم مساعدات علاجية للمحتاجين في النيل الأزرق».

صحيفة البيان

Exit mobile version