السودان في الأصل دولة فقيرة تعتاش على المعونات

السودان دا في الأصل دولة فقيرة تعتاش على المعونات ، ما عندو بنية تحتية للسياحة ولا قاعدة صناعية لتحويل المواد الخام ، ولا معينات زراعة وحزم تقانية ، ولا قاعدة معلومات وبيانات للتجارة والاستثمار، ولا بنية حكومية مستقرة لتسيير الخدمات ..

حتقول لي عندنا موارد ، اقول ليك الموارد دي ما لم تكن مستخدمة ومستغلة فهي خيرات طبيعية قاعدة ساي ، يعني ما بتحسب ليك في امكانيات البلد ، فالأراضي الزراعية الفي الكونغو افضل من السودان وأكبر مساحة وأوفر مياه وأفضل مناخا ، والموارد الطبيعية في غانا مثلا أكتر وهي صاحبة أضخم ناتج ومخزون للذهب في أفريقيا ، وفي نيجيريا أكبر مخزون وصادر بترول في أفريقيا ، وكلا الدولتين ما وصلوا لربع الكلام القاعدين نقولوا عن السودان (لو أستغلت خيراتو ) ..

بدون الإعتراف بأن السودان دا ما حاجة خطيرة ودولة متواضعة وثورة ديسمبر دي ما خطيرة ولا متفردة ، وما أسقطت (أعتى ديكتاتور في أفريقيا) ولا حاجة ، بدون الإعتراف بالحاجات دي فأفضل وضع يمكن للسودان بلوغه بعد استغلال الموارد هو أن يتحول حكامه من سياسيين فاسدين جوعى إلى سياسيين فاسدين أثرياء .

الشعب السوداني دا بيعتقد إنو (بيستاهل أحسن من كدا) بس هو ما شايف نفسو كيف عشان يقيم هل دا النوع البناسبو من الحكام والسياسيين ولا لأ ؟؟ الهتافات بتاعة (حنبنيهو ، ثورة وعي ، سنعبر ، ….) دي كانت أكبر مظاهر سنوات الزيف الثلاث الفاتت دي ، والشعب دا مع انهم بيقولوا أخلاقنا مختلفة عن بقية الشعوب ونحن شعب متسامح لكن في نفس الوقت بتلقاهو متصالح مع أي شعار أو تصرف عدواني لأي شخص مخالف ليهو ، فثورة ديسمبر نفخت القيم المدعاة دي وأصلا هي ثورة قامت على نظام منفوخ زيها ، فنظام البشير (اللي هو ما أعتى ديكتاتور في أفريقيا ولا حاجة) النظام دا نفخ الشعب السوداني في سنوات البترول وهي (العشر سنوات الخداعات) التي ضخمت مستوى مقارنة الشعب السوداني بين نفسه وبقية الشعوب ، فالتعبئة بتاعة التنمية البشرية اللقاها الشعب السوداني في الفترة ديك ، خلت المعارضة بتاعة البشير تقود خطاب إن (دا هو الطبيعي والبيستاهلوا شعبنا) بس المعارضة عايزة ليهو أفضل من كدا ، يعني تنمية وإصلاح إقتصادي مع طاقم حكم ديمقراطي تعددي حزبي كامل(عدا المؤتمر الوطني) ، عشان كدا كان نتاج طبيعي للثقافة البترولية ان الناس في الوقت الحالي بيقارنوا نفسهم واقتصادهم بالفترة بين ( 2005 _ 2015 ) واللي أغلب المشاركين في الثورة ما عاشوها كاملة ، وما جربوا كمية الرفاهية الكان موفرها اقتصاد الدولة الريعي للناس ، واللي لو اتحولت لتطوير قطاع الإنتاج ، كان حتى اليوم كلما (الثوار) يعملوا من الانترلوك ترس تجي المحلية بالصباح تركب واحد جديد مكانوا .
عليه، فالسودانيين منفوخين في كل حاجة وبالذات في تاريخهم ف ناس زي ازهري والمحجوب والترابي وعبد الخالق والطيب صالح ووردي ديل ناس عاديين بس لقوا تصفيق كتير وإنبهار أكتر .

يوسف عمارة أبوسن

Exit mobile version