زهير السراج يكتب: برطمَ يُبرطمُ برطمةً!
* افضل ما سمعته مؤخرا هو اعفاء الانتهازي (برطم) من مجلس السيادة الانقلابي مع آخرين عينهم رأس السلطة الانقلابية بعد انقلابه المشؤوم، فهذا الرجل الذي ظل يؤدي الدور المرسوم له بواسطة اخوان الشيطان كمعارض مستقل في برطمان النظام البائد المعروف بالمجلس الوطني أو بالأحري (اللاوطني) خدمة لمصالح النظام الساقط، هو أسوأ نموذج للشخص الانتهازي الذي يتحين الفرص ويبذل المستحيل ليحصل على ما لا يستحق، وإن كنت اجزم أنه كان لائقا بالمجلس الانقلابي لأوجه الشبه المتمثلة في الاجرام والانتهازية والغباء، بينه وبين عصابة الخمسة وثلاثي تجار الحروب، وبقية أعضاء المجلس الذين ذهبوا الى مزبلة التاريخ غير ماسوف عليهم وقريبا سيلحق بهم الباقون ! * ولقد بلغت الانتهازية بالمدعو (برطم) تمسحه في الكيان الصهيوني بشكل يثير التقزز والغثيان ليصل الى ما يريد، لدرجة انه كان يرتب للسفر برفقة آخرين الى دولة الكيان الاسرائيلي قبل تعيينه عضوا في المجلس الانقلابي، وظل يطلق التصريحات الصحفية بشأنها ليحوز على رضاء إسرائيل وراس السلطة الانقلابية المُطبِّع معها، حتى يحصل على منصب يؤمِّن له الوجاهة والمنظرة السياسية، وبالفعل تم تعيينه عضوا في المجلس الانقلابي، ولكنه بدلا من الحصول على الوجاهة التي كان يطمع في الحصول عليها، حصل على الخيبة ولعنة الشعب السوداني الى الأبد، والسقوط في مزبلة التاريخ ! * كان (برطم) قد ذكر في تصريحات صحفية على خلفية الرحلة التي لم تر النور، انها ستضم اربعين سودانيا من اساتذة الجامعات والعمال والمزارعين والفنانين والرياضيين ورجال الدين (المتصهينين) لتعجيل التطبيع، انه سينفق عليها مبلغ 160 ألف دولار أمريكي ! * تخيلوا هذا السفه والعبث ..ينظم رحلة لبعض المتصهينين الانتهازيين ينفق عليهم 160 الف دولار لتعجيل التطبيع مع اسرائيل، بدلا من انفاقها على مشروع ينتفع منه الفقراء والمساكين والباحثين عن العمل والزرق الحلال في بلد يعاني أزمة اقتصادية طاحنة يعيش ثلاثة ارباع سكانه تحت خط الفقر ولا يجد ثمانين في المئة من خريجي جامعاته وظائف وفرص عمل، ولكن فيم الدهشة والعجب والاستغراب من شخص جُبل على المنظرة وحب الظهور والانتهازية والتطلع للحصول على ما لا يستحق على حساب الاكفاء والمؤهلين والكادحين ! * وظل الانتهازي الذي نصب نفسه بعد سقوط النظام البائد رئيسا لتنظيم وهمي يُدعى نداء الشمال وتحالف الولايات، طيلة الفترة التي سبقت تعيينه عضوا في المجلس الانقلابي يقيم الندوات ويطلق التصريحات متغزلا في البرهان، ومن بينها ندوة في سبتمبر 2020 أقامها بالتعاون مع منظومة الصناعات الدفاعية، دافع فيها عن كيانه الوهمي زاعما ان شرعيته مستمدة من المواطنين وشاكرا ومشيدا بـ(البرهان) على سرعة استجابته لنداءات دعم المتأثرين بالفيضان في الولاية الشمالية ــ وهو واجب عليه القيام به لا يستحق عليه الشكرــ ولكن لا بد لمن جُبل على الانتهازية والمظهرية والنفاق وشيَّد منزله كالبيت الابيض الامريكي ليتمنظر ويتمظهر متخيلا انه الرئيس الامريكي، أن يعقد ندوة كاملة متغزلا في (البرهان) بغرض تقديم (السبت) حتى يجد الاحد .. وليته كان (أحد) يستحق التعب والعذاب والنفاق، ولكنه كان وبالا وخيبة عليه، وسقطةً الى نهاية العمر ! * ورغم الإبعاد المذل من المجلس الانقلابي، لا يزال برطم ينافق ويتبرطم ــ والبرطمة في اللغة العربية هى كبر الفم ــ مشيدا بقرار عزله وبقية المدنيين من المجلس، قائلا في حديث لموقع (العين الاخبارية)، “ان قرار إعفاء المكون المدني بمجلس السيادة خطوة جادة لإثبات الجدية لتهيئة المناخ لحوار سياسي جاد”، مؤكدا دعمه بشدة لهذه الخطوة، على أمل العودة الى الوظيفة الميري والتقاط الصور مع السفراء واطلاق التصريحات الصحفية والبقاء تحت الاضواء، وهو ديدن الانتهازي الذي لا ييأس أبدا الوصول الى ما يريد حتى لو كان وصمة عار تلازمه طول العمر .. ومن اجل هذا فليتبرطم المتبرطمون
صحيفة الجريدة