إبراهيم عثمان: 📌أم قويق والجنرال الماهر !!

▪️ كلما أقرأ مقالاً للأستاذ ياسر عرمان، لا سيما المقالات التوجيهية التي تحلل وتشخص العلل وتضع الحلول وتطلب من الشعب التنفيذ كمقاله الأخير تعليقاً على قرار الجيش بترك الحوار للمدنيين، يقفز إلى ذهني المثل الشعبي المصري غير البعيد عن حديث الرويبضة : ( أم قويق عملت شاعرة في السنين الواعرة ) ، وأم قويق هي البومة، وليس هناك أوعر من سنين القحط، ولا أبأس وأشأم من أشعار أم قويقاتها الكثر، لا سيما هذا الذي أطلقت عليه إحدى ناشطات قحت تسمية “عجوبة الانتقالية” ..
▪️ وكلما أسمع هجوماً من عرمان على البرهان يقفز إلى ذهني حديث عرمان المستشار السياسي لرئيس الوزراء وقتها: ( إن البرهان جنرال ماهر والجيش الآن أقوى من أي وقت مضى)، وأزداد معرفةً بالانتهازيين وتقلباتهم، وأقوالهم التي تتلون بألوان مصالحهم الآنية .
▪️ على كثرة المغالطات والألاعيب في المقال غير أن أكثرها غرابةً أن عرمان، ولغرض تصوير الحوار الوطني الشامل كمشكلة، ولتضخيم هذه المشكلة عند أنصار قحت، قد اضطر إلى الاعتراف بأن قحت – المركزي تمثل أقلية بين القوى السياسية، حيث جاء في مقاله : ( المعني هنا ب المدنيين فئه *عريضه* اغلبها من مؤيدي الإنقلاب، و*الأقلية* من مؤيدي الثورة والشارع الذي قدم التضحيات والشهداء ، وسيكون أهل الثورة كالايتام في (موائد روتانا) وسيختار *الغالبيه* من المؤيدين للإنقلاب، رئيس الوزراء الثعلب الذي سيرتدي جلد الثورة والمدنيين ) ..
▪️ كما هو واضح فإن الثعلب عرمان الذي يرتدي جلد الشعب ويرفض الانتخابات العامة باسمه، يرفض أيضاً الشورى والحوار بين القوى السياسية كانتخابات مصغرة، ولا يستحي من الاستشهاد ب ( الأيتام في موائد اللئام)، وهو الذي يبلغ لؤمه حد رفض أن تتسع مائدة الأقلية حتى للأيتام الذين يحصلون على الفتات، بل حتى لحركته التي يجمع بين عضويتها وعضوية التجمع المناوئ لها !!
▪️ تحدث عرمان عن ضرورة تشكيل القوات المسلحة التي ( لا تخوض الحروب الداخلية )، وتغافل عن الإجابة على السؤال : ما الذي سيفعله الجيش إن تمكن عرمان من إعادة تشكيله وتغيير عقيدته كما يحب، إذا تمردت فئات معادية لعرمان ونظامه ؟
▪️ هل سيقول حينها إن عقيدتي العرمانية تمنعني من الخوض في الحروب الداخلية حتى لو كانت لهؤلاء المتمردين ارتباطات قوية وموثقة بالخارج القريب والبعيد المعادي لنظام عرمان ؟ وهل وقف عرمان يوماً مع الجيش في الحروب الخارجية التي فُرِضَت عليه، بل هل استطاع أن يمنع نفسه من مناصرة المعتدين الخارجيين حين استهدفوا السودان ؟
▪️ ختم عرمان مقاله التحفة بفقرة تحت عنوان “ما العمل”، والعنوان، ومحتوى الفقرة يذكِّران بكتيب لينين ( ما العمل – المسائل الملحة لحركتنا )، وهو الكتيب الذي يُقال إنه أسهم في انقسام الشيوعيين في روسيا إلى بلاشفة ومناشفة، والعمل الذي أراد عرمان من الشعب أن يقوم به هو ( تصاعد المد الجماهيري، وان تتمدد الإعتصامات في كل المدن والقرى والعصيان المدني والاضراب السياسي)، والهدف المعلن هو مقاومة الحوار الشامل واستفراد قحت – المركزي بالأمر،. ودعم ( بناء مركز موحد ) لكل الهاربين من الانتخابات الطامعين في سلطة انتقالية مفصلة على مقاس أحلامهم وكوابيسهم .
▪️ لقد ارتبط عرمان منذ أن طفح اسمه على السطح بالتمرد الذي ينتج الانقسامات : انقسام السودان، ثم انقسام الحركة الشعبية الأم في الجنوب، ثم انقسام الفرع الشمالي للحركة، ثم انقسام قحت، وأكمل الأمر مؤخراً بالانقسام الصامت في حركته، فأصبح الرئيس يعرِّض بنائبه ورهطه من زوار السفارات الذين يشتكون بلادهم عندها، ويطلبون العقوبات !! تُرى ما هو الانقسام الجديد الذي يخطط له عرمان، أو سيصنعه من غير قصد بألاعيبه ومؤامراته ؟
إبراهيم عثمان
.

Exit mobile version