📌إبراهيم عثمان يكتب: أعداء المدنية

( الحزب الشيوعي لم يدَّعِ في يوم من الأيام أنه أكبر من حزب الأمة .. من الاستقلال لغاية الآن أصلاً ما كان عندنا عضوية كبيرة .. ولا ادعينا إننا حنكتسح الانتخابات .. عشان كده ما تقولوا لأنو الحزب ما داير .. أول برلمان في السودان كان عندنا عضو واحد حسن الطاهر الزروق .. دا حجمنا .. أصلاً الانتخابات هي طريق العمل الديمقراطي .. عشان كده ما تقولوا الحزب الشيوعي داير يأخر الانتخابات .. نأخرها عشان شنو .. حنمشي ندي قروش عشان الناس يصوتوا لينا ؟ عشان كده دا ما فيه منطق ) – صديق يوسف
( نحن قلنا العسكر للثكنات والأحزاب للانتخابات .. انت ما لاحظت إنو البرهان برضو قال الأحزاب للانتخابات ؟ طيب ليه ؟ مش هسة دا من الحاجات البتخليك ترجع البصر كرتين ؟ …. أنا لو شفت الناس ديل قالوا كده بقول الأحزاب ما للانتخابات ..) – خالد سلك
لو كانت أهم الحقائق التي تؤثر على الوضع الآن هي كما تصورها أحزاب الفكة اليسارية :
▪️ أنها تملك الشارع، وبالتالي الصفة التمثيلية التي تؤهلها للحكم لفترات انتقالية متتالية متطاولة, وبالضرورة يؤهلها ذلك للفوز في الانتخابات ..
▪️أنها ترغب فعلاً في حكم مدني كامل مسنود بشرعية تمثيلية يرجع العساكر إلى ثكناتهم ..
▪️ أنها لا ترفض الانتخابات بسبب قناعتها بالخسارة المؤكدة، وإنما بسبب خشيتها من التزوير الذي يفقدها أغلبيتها ..
لو كانت هذه هي الحقائق الأساسية لتصرفت أحزاب الفكة اليسارية بمقتضاها :
▪️ لو كانت هواجسها من الانتخابات تتعلق فعلاً بمخاوفها من التزوير، لا من قلة جماهيريتها، فالتفاوض للاتفاق على إجراءات وضمانات إزالة هذه المخاوف سيكون أسهل بكثير من السعي لإبعاد العساكر وبداية فترة انتقالية جديدة بدونهم .
▪️ ولو كان الهدف الحقيقي هو المدنية الكاملة لا الأنانية والتكويش والإقصاء، لما أصرت قحت على تجاهل الانتخابات كطريق طبيعي للوصول إلى المدنية الكاملة، ولسلَّمت بالحقيقة المؤكدة وهي أن إقصاء العساكر في فترة انتقالية مستحيل، ومحاولات تحقيق هذا الهدف المستحيل ستكلف البلاد كثيراً بلا طائل ..
▪️والحل المتفاوض عليه، والذي يُقال بأنه قد حقق تفاهمات على ٨٠٪؜ من النقاط سيعني حتماً عودة الشراكة بشكل جديد، وهذا يعني بالضرورة تأجيل تحقيق المدنية الكاملة ..
▪️ ولو كانت الحقائق المدعاة صحيحة لما طالبت قحت من البداية بمضاعفة المدة ورفضت اقتراح العساكر مدة سنتين لعودتهم إلى ثكناتهم، بعد إجراء انتخابات تشرف عليها حكومة قحت ..
▪️ ولما أمضت أكثر من سنتين في الحكم دون القيام بخطوة واحدة تخص التجهيز للانتخابات ..
▪️ ولما اعتبرت كل من يأتي على سيرة الانتخابات عدواً يستهدفها ويريد معاقبتها بالصناديق ..
▪️ولما ضعفت حجة الأستاذ صديق يوسف لتتلخص فيما معناه : نعترف بأن حجمنا صغير ولا يؤهلنا لاكتساح الانتخابات ولا لأكثر من المقعد البرلماني الواحد بكثير، فلماذا نؤخر الانتخابات ما دمنا نعلم مسبقاً بحظنا منها ؟ ولما تجاهل الإجابة البديهية : تؤجلونها من أجل ما تدعونه من تفويض “ثوري” وما تسمونه “سلطة الشعب” التي تتيح لكم الحكم رغم حجمكم الصغير ..
▪️ ولما ضعفت حجج خالد سلك لرفض الانتخابات إلى درجة أن تصبح دعوة البرهان إليها سبباً كافياً لرفضها !، وهو المعترف – أعني سلك – قبل سنوات بالسبب الحقيقي لرفضها ..
كل سلوك هؤلاء الصغار يثبت أنهم يعرقلون الوصول إلى المدنية الكاملة الحقيقية بسبب معلوم ويعترفون به أحياناً بكل بجاحة، ومع ذلك تجد من يرى فيهم أنصاراً للمدنية !!

إبراهيم عثمان

Exit mobile version