أعتقد أن موقف الإتحاد الإفريقي من حوار فولكر أهدى السودان فرصة كبيرة لسحب ملف العملية السياسية من أروقة الأمم المتحدة واعادتها للبيت الإفريقي وبالتالي تفادى مخاطر كبيرة تترتب على إشراف فولكر على العملية السياسية في السودان
معلوم بالضرورة ان لا فولكر ولا أعضاء بعثته يهمهم أمر السودان في شيء وان أكثر ما يهمهم إستمرار عمل البعثة وذلك لا يتحقق إلا من خلال إستمرار الأزمة و تفاقمها أو خلق نظام صديق يضمن للبعثة شكل من أشكال العلاقة المستمرة بالملف السوداني لأطول فترة ممكنة فالمسألة في خلاصتها مرتبطة بالمصالح الخاصة !
ان الذين جاءوا بفولكر يعلمون هذه الحقيقة فهم أبناء المنظمات والمؤسسات الدولية ولكن أجندتهم فى الواقع السوداني تتطابق مع أجندة فولكر وأعضاء بعثته ولأجل ان يجعل منهم الرجل نظاما حاكما للسودان أصبح هو الصديق الذي استعانوا به لتحقيق ذلك!
حتى يتفادى السودان مخاطر بعثة فولكر ويشكل نظاما أصيلا يخدم مصالحه عليه اليوم اقتناص الفرصة التى منحه إياها الاتحاد الافريقي بموقفه الأخير من حوار فولكر وذلك بدعم موقف الاتحاد والتمترس خلفه وطلب إعادة الملف كله للبيت الإفريقي
صحيح بإمكان السودان منفردا طرد فولكر اليوم قبل الغد وان يتجه لحوار سوداني – سوداني دون وصاية دولية ولكن لهذا الموقف تبعاته الدولية فالذين جاءوا بفولكر والذين يتعاونون معه سيعمدون الى تعقيد الأوضاع وقد يجد السودان نفسه غدا تحت البند السابع بدلا عن البند السادس الذي يتواجد بموجبه فولكر
يختلف الوضع ان تسلم الاتحاد الافريقي ملف السودان ونازع الأمم فيه ويستطيع بمعاونة أصدقاء أفريقيا في دول آسيا وأمريكا اللاتينية وجامعة الدول العربية انتزاع هذا الملف وإبعاد فولكر وبعثته وأعوانه عنه ومن ثم العمل مع الأطراف السودانية التى قلبها على البلد واستقرارها واستمرارها
الفرصة الآن كبيرة لإبعاد فولكر بقوة دفع إفريقية يتبناها الاتحاد الافريقي داخل أروقة الأمم المتحدة تنادى بالحل الافريقي للمشكل السوداني
بكري المدني