• شهدت الجامعات السودانية في عهد الثورة المصنوعة دماراً لم يسبق له مثيل ظلت علي إثره تترنح وتتأرجح لتوثق لهذا الفشل المتتالي بتراكم دفعات الطلاب وجفاف وتصحر تربةالجامعات التي لم يتخرج طلاب جامعاتها الحكومية وغاب عن ساحتها العلماء الأجلاء والأساتذة المخلصون وغادر طلابها المتميزون للبحث عن الدراسة في بلاد الله الواسعة ..وليس سراً أن بعض الدول ولأغراض وأهداف بعيدة المدي استقطبت مجموعة من أوائل الدفعات والمتفوقين المائة في إمتحانات الشهادة السودانية وقدمت لهم منحاً للدراسة والسكن والإعاشة ومصاريف الدراسة حتي التخرج مع إتاحة الفرصة لمن يرغب منهم في دراسات عليا (ماجستير ودكتوراة).
• إن الفشل الذي لازم مسيرة التعليم العالي في السودان يتضح أكثر عند الإشارة إلي ثلاثة نماذج يربط بينها خيط التخبط في الإختيار وعناد مباشرة العمل بطريقة الثور في معمل الخزف!!
• المثال الأول الوزيرة إنتصار الزين صغيرون وزيرة التعليم العالي في عهد حكومة حمدوك ..الخراب الذي أحدثته إنتصار في وزارة التعليم العالي خلال عامين لن تصلحه عشرون سنة قادمة ..والأمثلة التالية تكفي.
• قامت صغيرون بترشيح ودعم بروفيسور فدوي لمنصب مدير جامعة الخرطوم ..لن نحدثكم عن العشوائية والعنجهية التي أدارت بها فدوي أم الجامعات السودانية ..نحيلكم فقط إلي وثائق بالصوت والصورة تبين كيف كانت بروف فدوي تتعامل ليس مع طلاب الجامعة فقط وإنما مع كبار البروفات والأساتذة والمخضرمين من كبار الموظفين بجامعة الخرطوم ..
• أما المثال الثالث والأخير فهو البروفيسور هنود أبيا كدوف مدير أخطر وأهم الجامعات ليس في السودان وإنما في أفريقيا بأسرها . جامعة لانظير لها في أفريقيا من حيث تنوع طلابها وكلياتها ولا مثال لها في عالمنا الإسلامي اليوم من حيث مقاصد رسالتها العلمية والأكاديمية والتربية والحضارية ..
• ربما لم يلتق مجتمع جامعة أفريقيا (أساتذة، طلاب، موظفون، عاملون، ومهتمون برسالة الجامعة)، ربما لم يجتمع هذا التنوع ممن يهمهم أمر الجامعة علي خطورة الواقع الحالي لجامعة أفريقيا والخلل الذي ضرب كل أركان وأوصال الجامعة بسبب الطريقة الغريبة والمدهشة التي أدار بها بروف هنود جامعة أفريقيا خلال المرحلة السابقة ..
• أدركوا الجامعات السودانية ..ليس بإعفاء أمثال بروف هنود من منصب المدير ، وإنما بالتفكير العميق في مستقبل هذا الوطن حال مضي أمر التعليم العالي عامة والجامعات السودانية خاصة بذات طريقة التخبط التي أرساها رجال ونساء حققوا معدلات فشل إداري أخذت طريقها إلي موسوعة غينس للأرقام القياسية!!
عبد الماجد عبد الحميد