“مخجلٌ ومثيرٌ للاشمئزاز”.. الهند تحظر إعلان عطور يشجع على الاغتصاب الجماعي
أوقفت وزارة الإعلام الهندية، أخيراً، بثّ إعلان لماركة عطور بعد أن أثار حملة اعتراضٍ كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي ومن قبل عددٍ كبيرٍ من النجوم، احتجاجاً على ما اعتبروه ترويجاً للاعتداء الجنسي والاغتصاب الجماعي.
ويظهر في إعلان شركة لايرز شوت المثير للجدل أربعة رجال في متجر، ويبدو للوهلة الأولى أنّهم يلاحقون امرأة خائفة قبل أن يتبيّن أنّهم يتنافسون حول من سيأخذ العبوة الأخيرة من بخاخ الجسم.
تسبّب الإعلان التجاري في عاصفة من الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب تلميحاته حول الاغتصاب الجماعي.
وقال كثيرون إنّ توقيت بثّ الإعلان جعله غير حساس أبداً، خاصةً بعد أسبوع واحد فقط من وقوع جريمة، قام خلالها خمسة رجال باغتصاب فتاة تبلغ من العمر 17 عاماً في مدينة حيدر أباد، وهي الجريمة الأحدث في سلسلة من الجرائم الجنسية ضد النساء والأقليّات في الهند.
وكتبت رئيسة لجنة دلهي للمرأة سواتي ماليوال لوزارة الإعلام الهندية: “من الواضح أنّ هذا الإعلان يروّج للعنف الجنسي ضدّ النساء والفتيات ويعزز عقلية المغتصب عند الرجال. هذا الإعلان محرج ولا ينبغي السماح بعرضه على وسائل الإعلام”.
في غضون 24 ساعة، استجابت الوزارة لرسالة ماليوال، وأوقفت بثّ الإعلان، كما طلبت من “تويتر” و”يوتيوب” إزالته عن منصتيهما.
وقالت الوزارة في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى “تويتر” إنّ مقطع الفيديو “يضرّ بصورة المرأة وبالحشمة وبالأخلاق” وينتهك مدوّنة أخلاقيات الإعلام الرقمي.
وفي بيان صدر يوم الاثنين الماضي، اعتذرت “لايرز شوت” عن الإعلان التلفزيوني، قائلةً إنّها “لم تقصد قط إيذاء مشاعر أيّ شخص ولا الترويج لأيّ نوع من الثقافة، يراها البعض خاطئة”.
أشارت الشركة إلى أنّها طلبت طواعية من جميع شركائها الإعلاميين التوقف عن بث الإعلان اعتباراً من يوم السبت بأثر فوري.
لكنّ الجدل استمر حتّى بعد إزالة الفيديو، إذ تعرّض لانتقادات حادة من عددٍ كبيرٍ من الفنانين.
وأبدت الممثلة ريشا تشادا اشمئزازها ووصفت الإعلان بأنّه “قذارة”، وكتبت في تغريدة على “تويتر”: “المدراء الإبداعيون، كتاب السيناريو، وكالة الإعلانات، الزبون، الممثلون… هل يعتقد الجميع أنّ الاغتصاب مزحة؟”.
ووافقت النجمة بريانكا شوبرا على تغريدة تشادا، وردّت على تغريدتها بالقول إنّ الإعلان “مخجلٌ ومثيرٌ للاشمئزاز” وعبّرت عن سعادتها بإيقاف عرضه من قبل وزارة الإعلام.
كما انتقد الكاتب والمخرج السينمائي فرحان أختار الإعلان.
وغرّد أختار، الذي اختير سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة للمرأة: “يا لها من عقول تافهة وملتوية تلك التي تفكّر وتعطي الموافقة وتنفّذ هذا الإعلان المقزّز لبخاخ الجسم الذي يلمّح للاغتصاب الجماعي. الأمر مخز”.
أمّا الممثلة سوارا بهاسكار فقالت إنّ الشركة ووكالة التسويق التابعة لها “منعدمو الزوق”، خاصة بعد بثّهم الإعلان إثر جريمة الاغتصاب الجماعي للمراهقة، والتي وقعت في منطقة راقية في حيدر أباد يوم السبت الماضي.
وقد صدمت القضية ولاية تيلانجانا، وعاصمتها حيدر أباد. وقال وزير داخلية تيلانجانا محمد محمود علي يوم السبت الماضي إنّه “سيتم اتخاذ إجراءات قوية ضدّ جميع الجناة بغض النظر عن خلفياتهم”.
العربي الجديد