🌺 لوحة بريشة الأستاذ الجامعي بجامعة الملك فهد للبترول د. مصعب صلاح ميرغني قيلي
لأم الحسن الهوارية، الذي قال عنها:
موناليزا الصحراء….!!
صاحبة قهوة أم الحسن، لا أحد يعرفها بغير اسمها الأول الذي حملته وخدمت به الذين يعبرون الصحراء ويتوقفون عندها للزوادة لنحو ستة عقود متوالية، إلى أن رحلت بهدوء في عمرها الثمانيني، أم الحسن، الوجود في قلب الصحراء من اللامكان!
وكنت قد تناولت سيرتها العطرة في عمودي (من الآخر) بصحيفة السوداني في العام 2014 تحت عنوان: ام الحسن امرأة خلدها التاريخ.
☘️ كانت تستقبل ضيوفها ببشاشة يحسدها عليها أعظم خبراء التسويق، وتقدم خدمتها ببراعة أهل الفنادق ذات الخمسة نجوم وجبة الفول التي كانت تقدم من يد (أم الحسن) ذات مذاق خاص، وكوز الماء البارد من تلك القرب الضخمة يروي الظمأ ويفيض، خاصة عندما يضربها نسيم الهمبريب ، أكثر من نصف قرن، ظلت تقدم تلك الخدمات الضرورية لركاب ذلك الطريق الوعر الذي مات فيه كثيرين عطشا وتوهانا في صحرائه الجرداء التي تنعدم فيها الحياة .
☘️ أم الحسن ليست محطة أو قهوة في طريق أم درمان فحسب، ولكنها كانت مكاناً يبعث في النفس السكينة والإطمئنان ، وأم الحسن رحمها الله رغم انعدام حظها من التعليم فقد كانت تتصرف كما يوجه خبراء التسويق ، فكانت لا تنتظر حتى يدخل عليها العملاء بل تخرج لاستقبالهم في حفاوة واحتفاء .
☘️ لك أن تتخيل كيف تقوم هذه المرأة الطاعنة في السن بالمشاركة في كل الأعمال الخاصة بخدماتها فهي تنشل الماء من أعماق اﻵبار ، وتقوم بتقديم الشاي وغير ذلك بنفسها لتضمن جودتها .. وكم أحزنني أنها كانت تقوم بهذه الخدمات المرهقة حتى بعد أن تقدم بها العمر وضعف بصرها.
☘️كانت ﻷم الحسن ذاكرة خارقة تحفظ جميع أسماء الناس وقراهم ومواطنهم ..وأن لم تراك من قبل فإنها تشبهك على أخيك أو والدك ودائماً ما تكون صائبة . كما يروي عدد من معاصريها.
☘️ كما أن لها فراسة وذكاء تستطيع بهما معرفة السائق قبل أن تراه بمجرد سماعها لصوت اللوري من على البعد مستعينة بخبرتها التراكمية على طريقة (تبديل السرعات) لدى كل سائق ، وعلى التو تقوم بنفسها أو تأمر معاونيها على إعداد الطعام لفلان وهي تذكره باسمه وبالفعل يكون هو نفسه فلان !
بقلم
ابو مهند العيسابي