عبد الله مسار يكتب : للتاريخ

(للأوطان حرمة لا يبيعها إلا الأندال)

انشق أحد كبار مساعدي هتلر في الحرب العالمية الثانية ولجأ إلى بريطانيا،

فرحّبت بريطانيا به ترحيباً كبيراً وحاراً جداً، وأعلنت ذلك في كل وسائل الإعلام وأنزلوه في افخم القصور.

وبعد أسبوع من استقباله، طلبت منه المخابرات البريطانية معلومات عن أهداف مهمة في ألمانيا فرفض.

وقال قولته المشهورة والتي سارت بها الركبان (انفصلت عن هتلر وليس عن ألمانيا)،

فتم إعدامه وهو يضحك قائلاً (للأوطان حرمة لا يبيعها إلا الأندال).. وسجّل له التاريخ هذا الموقف الوطني النبيل لأنه فرق بين خصومته لرئيس ألمانيا وقتها (هتلر) وبين وطنه ألمانيا.

ولذلك صار هذا الموقف سجلاً في التاريخ يدل على وطنية هذا المسؤول ومعرفته للعلاقة بين الحاكم والوطن والخلاف معه والخلاف مع الوطن، وهذا الدرس يحتاج أن يُدرّس لكثير من السودانيين الذين يُعارضون الأنظمة والحكام ولا يُفرِّقون بين معارضة الحكام وتكسير وبيع الأوطان. لقد ارتكب كثيرون من أبناء السودان جُرماً فادحاً وكبيراً ببيعهم أوطانهم في سوق النخاسة العالمي قصاد معاداتهم لحكام السودان وأنظمة الحكم في فترات مختلفة، وخاصة في سنين الإنقاذ وحكم الفترة الانتقالية، لقد دبجوا التقارير وملأوا استمارات طلب اللجوء بالكذب، ليقبلوا لاجئين على حساب سُمعة أوطانهم، بل ذبحوا الوطن، بل بعضهم عملوا عملاء لمخابرات مختلفة ضد وطنهم دون حياءٍ ولا خجلٍ ويتباهون بذلك على رؤوس الأشهاد،

قبضوا ثمن ذلك حفنة من الدولارات وبسمات وضحكات باردة من الذين يقدمون لهم التقارير، فكانت دوائر المخابرات تستقبلهم وتضحك معهم وتلعنهم لما يغادروا، وتعلم رخصتهم وتقول ما قيمتهم باعوا أوطانهم، فكيف بنا نحن الذين نستخدمهم وهم كثرٌ، وبعضهم يطمع أن يكون الآن مسؤولاً أو حاكماً في السودان بعد أن تلوّث وشرب من كأس العمالة وخيانة الأوطان، وطبعاً المخابرات التي استعملتهم تحتفط بقوائم وصور وملفات لهم، بل تستغلهم للقيام بأدوار قذرة واعمال منحطة وبثمن بخس وترميهم كالجيف بعد أن انتهى دورهم..!

لقد كثر هؤلاء النوع من سياسيين وناشطين، وبعضهم يحج الى سفارات بعض الدول صباحاً ومساءً، وبعضهم ساكن في هذه السفارات.

إنها العمالة وخيانة الأوطان، ولذلك صار كثير من ساسة السودان وناشطيه مسخرة من الشعب السوداني، وخاصة الذين تآمروا واشتكوا السودان وتأذى منهم وما زال، ولقد صاروا مضحكة عند هذه المخابرات.

حتى هذا الألماني فولكر الذي يعمل لتنفيذ أجندة الغرب في السودان ويستعمل في ذلك بعض أبناء وبنات السودان، ألم يسمع بابن عمه مساعد هتلر العظيم هذا الذي فرّق بين خصومة وطنه ونظام حكمه.

أما آن لبعض أبناء وبنات السودان الذين تستغلهم أجهزة المخابرات في هدم وخراب أوطانهم أن يوقفوا هذه الأعمال المشينة والقذرة.

اتعظوا يا هؤلاء بمساعد هتلر الذي قال وهو يعدم بعد أن رفض أن يعطي معلومات تضر ببلده (للأوطان حرمة لا يبيعها إلا الأندال).!

صحيفة الصيحة

Exit mobile version