النقطة الخامسة من أسباب “أحقية الإنقاذيين بالحُكم” التي أوردها محامي الإخوان (محمد عبد الله إبراهيم- عضو اليسار الإسلامي) نقطة صاعقة وفاجرة من حيث منطقها وتدليسها وميَنها وكذبها ومفارقتها للحقيقة…! بل هي لوحة هزلية معكوسة (مكتملة الأركان)..تثير الضحك أكثر من الأسى..!! وتجسّد محنة هؤلاء القوم الذين أعمى الله بصيرتهم عن الحق وطمس إبصارهم وختم على أفئدتهم حتى أصبحت شبكيات عيونهم غبراء دامسة وغدت أحكامهم في حلكة الرماد والهباب الأسحم و(سجم الدواك الأسود)…!
هكذا يقول بالحرف: (نعم يستحق الإخوان الرجوع للحُكم لأنهم أول من رد المظالم بعد الصالح العام في 1994 لأن اليسار كان طابور خامس في الخدمة المدنية ومرافق التعليم بنقاباته واتحاداته وبدأت اجتهادات المراجع العام، وفي 1998 كوّن لجنة سوار الذهب لرد المظالم لأن الإنقاذ تحوّلت من الثورية إلى ديمقراطية نظام المؤتمرات الشعبية الجغرافية والقطاعية)..انتهى..!
إنه يعتذر للإنقاذيين بخفّة أقرب إلى التلذذ بعذابات البشر ويدافع عن تلك المجزرة المهولة التي أطلقوا عليها شعار (الصالح العام) والتي انتهت بمئات الآلاف من الأسر إلي اليتم والفاقة والترمّل والموت جوعاً وغبناً..والتي مرغّت كرامة السودانيين وشرّدت ووأدت آلاف الأطفال وأخرجت آلاف التلاميذ من مدارسهم ورمت بهم إلى شوارع الضياع في حين كان أبناء الإنقاذيين (التأصيليين) يتم إخراجهم من مدارس السودان إلى معاهد وجامعات الأمريكان والانجليز والفرنسيس…! فجعل هذا الرجل من هذه المجزرة المروّعة سطراً واحداً يتحدث فيه عن صحوة ذئاب الإنقاذ بتكوين لجنة سماها (لجنة سوار الذهب)..! أي لجنة هذه التي ردت المظالم وداوت الجراح…؟! ومن هو سوار الذهب هذا..؟! ألا لعنة الله على الكاذبين.. ثم لعنة الله على الكاذبين..ثم لعنة الله على المزّورين الذي يبلعون الحقيقة وكأنهم (يتمطّقون الآيسكريم)…!!
إنه يقول ببساطة بضع كلمات مبهمة مرتجفة عن مجزرة (الصالح الخاص الاخواني) ويمر (مرور غير الكرام) على هذه المطحنة الرهيبة التي كتب الانقاذيون سطورها بالقطران وبمداد الحقد الأسود والتشفّي اللئيم في صفحتهم السوداء المكللة بالعار انتقاماً من السودانيين الأحرار والمهنيين والعاملين الشرفاء الذين حُرموا من وظائفهم بغير جريرة وقطعت أوردتهم ومسيرة حياتهم من اجل تسكين أصحاب العاهات والحثالات والجهَلة فاقدي التأهيل ومثلومي الضمير مشوهي الخُلق والسيرة الذين جلسوا على مقاعد ذوي المعرفة والاستقامة حتى يتم التمكين بوضع الأراذل على مقاعد الأفاضل وإحلال العملة الرديئة محل الدراهم الذهبية الصقيلة..!
كل هذه المذبحة المروعة ويقول هذا الرجل ببساطة إن سبب طرد مئات الآلاف من وظائفهم (لأن اليسار كان طابور خامس في الخدمة المدنية ومرافق التعليم بنقاباته واتحاداته) كل هؤلاء الذين تم دفنهم أحياء من أجل تمكين الإنقاذيين (كانوا من اليسار والطابور الخامس والنقابات والاتحادات)…! انظر بالله كيف يتم التبرير لهذه لمذبحة بمثل هذا السُخف والهراء والبجاحة..! متى علمت الإنقاذ أن كل هذه الألوف المؤلفة من الطابور الخامس..؟! وعلى أي نهج من العدالة والشريعة المدغمسة كان هذا التصنيف ..!
ثم يواصل الرجل مجافاته لآلام ومواجع ملايين السودانيين بغلظة وفجاجة لا تقيم بالاً للبشر ولا سنن الحق فيتحدث عن “اجتهادات المراجع العام” و”لجنة رد المظالم” وتحوّل الإنقاذ من “الثورية” إلى “ديمقراطية اللجان الشعبية”..!! ألا لعنة الله على الإنقاذ ولجانها ومراجعيها..!! نعم يا مهازل الدنيا ويا صواعق الجحيم لقد تحولت الإنقاذ من (الثورية) إلى (ديمقراطية اللجان الشعبية)..! ألا لعنة الله على الإنقاذ وهي تتقلّب في مراقد السوء..وهكذا هو حالها وحال من يناصرها على الباطل..وهو أشبه بحال (ماسح الأحذية الطمّاع) الذي لا تطيب له الدنيا وتتسع المنفعة إلا أن تكون الأرض كلها زفت وطين وغبار..!!
صحيفة التحرير