شاكر رابح يكتب : حين تلوى “قحت” عُنق الحقيقة

جُملةٌ من المُغالطات والمُفارقات وردت في المؤتمر الصحفي لقوى إعلان الحرية والتغيير، وأنا اعتبرها مُحاولة يائسة لعكس حقائق الأمور وتغيير مجرياتها ولي عُنق الحقيقة، حيث أكّدوا (أنّ ما تمّ يوم الأربعاء بفندق السلام روتانا لا يمثل حلاً للأزمة، أكدنا أن الأزمة هي بين معسكرين، أحدهما مناهضٌ للانقلاب العسكري ويضم قوى الثورة الحية، ومعسكر آخر هو الانقلاب نفسه. أكدنا أننا مُستعدون للحل السياسي الذي يضمن إنهاء الانقلاب العسكري واستعادة مسار التحوُّل المدني الديمقراطي).

من جانبه، وبحسبانه من الأحزاب الفاعلة في الساحة السياسية، أكّد حزب الأمة القومي، التزامه بقرار تحالف قِوى الحرية والتغيير وقرار الحزب، بعدم المُشاركة في اجتماعات الحوار السوداني السوداني المُيسّر من الآلية الثلاثية.

وقال في بيان له مُهِرَ بتوقيع رئيس الحزب المُكلّف اللواء برمة ناصر، إنّ ذلك حرصاً منهم على وحدة الصف الوطني والسعي للوصول إلى حُلُول ذات مصداقية تؤدي إلى حل الأزمة الوطنية لا تعقيدها. وأضاف نُقدِّر عالياً جُهود الآلية الثلاثية ومساعيها.

على ضوء ما ورد عاليه، يُمكننا القول إنّ تصريحات قادة “قحت” المجلس المركزي هو تحسينٌ للهدف السيئ وتسوية الهدف الجيد كما يُعرف بذلك عند علماء النفس، هناك سؤال يفرض نفسه لماذا يضرب قادة قحت أعناق الحقائق بسيف التدليس والكذب والتعنُّت والدُّخول في مُغالطات «تمويهية» من أجل تحقيق مكاسب بعيدة عن مَطالب الشّعب والثوار، بالرغم من كل ذلك يُوجد في الشارع السوداني مَن يُناصرها ويدعمها، وتستحضرني هنا قصة مسيلمة الكذاب، وكان مُسيلمة رجلًا مشؤومًا إذا دعا لمريضٍ مات، وإذا مسح على رأس طفلٍ مَرِض، وإذا شرب من بئر جَف ومع ذلك آمن بنبوته خلقٌ كثير من قومه، وكانوا يطلبون دعاءه وبركته ونصروه عنادًا واستكبارًا وتعصبًا ضد المسلمين، وكان منهم من يقول إنا لنعلم أنه كذاب، ولكن كذَّاب ربيعة (يقصدون مسيلمة) أحب إلينا من صادق مُضَر (يقصدون رسول الله صلى الله عليه وسلم.

في مجتمعنا السوداني كم من أناس يعيشون حياتهم بمذهب أتباع مسيلمة يعلمون الحقائق علم اليقين، ويعرفون الصادق من الكاذب، ولكن العناد جعل على أبصارهم غشاوة، والتعصب أعمى قلوبهم.

لا شك أن في حالة فشل حوار الآلية الثلاثية والمبادرة الأمريكية السعودية والجنوب سودانية واستكمال عملية الحوار والوصول الى توافق وتفاهمات حتى الوصول بالسودان الى صندوق الانتخابات، لا استبعد أن تطبق الولايات المتحدة ودول الترويكا عقوبات على السودان، والعمل على إقناع الصين وروسيا وايقاد بالمُساعدة على فرض عقوبات على الأطراف كافة، كما لا نستبعد تدخلاً دولياً عسكرياً سافراً تحت البند السابع باعتبار لا وجود لحكومة أو مؤسسات مُنتخبة وذات مصداقية.

وفي نهاية الأمر، نأمل أن تسير الأمور في صالح السودان وشعبه.

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل،،

صحيفة البيان

Exit mobile version