لم تمض خمسة ايام من نشرنا لتفاصيل وأسباب اندلاع الحريق بميناء سواكن حتى غرقت باخرة محملة بالبهائم بلغت جملة خسائرها مايتجاوز خمسة عشر مليون ريال سعودي، هذه الخسائر تقع جميعها على عاتق حكومة السودان لانها غرقت في الميناء ولأسباب تعود الى رداءة الميناء وعدم تهيئته بطريقة تمكن من اتمام إجراءات الشحن بسلام .
سبق وان قلنا ان سوء عدم التهيئة كان سببا في اندلاع الحرائق واحتراق مايتجاوز (١٧٠٠) طبلية عبارة عن واردات بالميناء، ولعلنا اسلفنا ان الميناء يفتقر للجاهزية التي تمكن من جعله ميناء متخصصا لاستيراد الشحنات فلا هو مهيأ للبضائع ولا هو مهيأ للضأن ولم يترك كميناء مواشي وجرت تعديلات لجعله ميناء (مو) (اشى) أي ميناء اللاشيء العصبية والجهوية ومحاولات ادعاء المعرفة واللهث خلف تقسيم الكيك واخذ النصيب الأكبر كان سببا في كل الكوارث التي تحل بالبلاد وتقع كالطامة الكبرى على رؤوسنا، المحاولات البائسة التي تجري باستمرار لتسييس القضايا وإدخال الاثنيات والعرقيات حتى فى المجالات المهنية كان سببا رئيسيا في انهيار وتدمير البلاد .
ميناء سواكن في السابق كان ميناء لتصدير المواشي بقدرة قادر تدخلت جهات وفعلت فعل السحر في ظل بعض المسئولين من ذوي الياقات البيضاء، و(القاش المرخي) وتمت صفقات تم بموجبها إحالة الغرض من (ضأن) الى بضائع، ثم ان البضائع في حد ذاتها لم تهيأ لها الميناء بشكل يستوعب كل تلك الكميات من الواردات فكان ان تسببت تلك القرارات غير السليمة وغير المدروسة في احتراق البضائع وموت الضأن .
باختصار الميناء بحاجة للتطوير والتأهيل ففي حال استقر الرأي على ان يكون ميناء للماشية فان الأمر يتطلب إعادة انشاء للميناء بطرق سليمة حتى لاتقع مثل هذه الأخطاء مرة اخرى ويموت الآلاف من القطعان أما ان استقر الحال على ان يكون الميناء للبضائع فمن باب أولى تهيئته بصورة سليمة تمكن من حفظ البضائع بمخازن مع تلافي وقوع مثل الكارثة السابقة والاخذ في الاعتبار ان كلا من الضأن والبضائع يختلفان وكلا منهما يحتاج لترتيبات خاصة به ولكن منو البيقنع الديك ؟!.
محاولات بعض الجهات لأخذ الأمور بالقوة ومحاولات تطويعها بما يخدم قضيتها دون اي دراسة يقود للكوارث وما يحدث يعكس تماما مدى (رخرخة) بعض المسئولين ومحاولاتهم الدائمة لدفع المسئوليات عن انفسهم والانشغال بالمجاملات والسعي لتحقيق المكاسب الشخصية دون وضع اعتبار لمصلحة البلاد فأين الوطنية مما يحدث ياهؤلاء؟.
حكاية اولئك المسئولين بدت أشبه ببعض العملاء الذين كلما تصيدوا فرصة تجمعهم بالعسكر، سعوا للحفاظ على مخصصاتهم وحاولوا حلحلة قضاياهم الشخصية والله عيب ياناس وبصوت طارق جيبو .. بنقول ليكم وييييين دم الشهيد ؟ و ويييييييييييين حق اسر الشهداء في نيل القصاص وتحقيق العدالة لابنائهم ؟ ولا انتو لا زلتو بتمارسو سياسات الكنكشة والتشبث والتعبط والتشمشر والتجرجر وكللللو لإهدار الوقت ونسيان قضية الشهداء وإطالة أمد لجنة أديب ولجنة فلان ولجنة فلتكان والشهداء بقو زيت سائل، والمفقودين مازالوا مفقودين وأديب عامل نايم ومن هنا لازم نعاتبو ونقول ليهو يا حبيبنا مالك وزي ما قال الفنان القامة حيدر بورتسودان (أغروك ولا براك نسيت) ورينا الحاصل عشان نفهم حاجة.
صحيفة الانتباهة