سائقة أمجاد : أعاني من الحقارة في الشارع

كانت تقف أمام بوابة نادي الضباط -الخرطوم وهي تجلس داخل عربة أمجاد بيضاء .. اقترب منها أحد الشباب نظر اليها في توجس ثم قال بصوت خفيت : (لو سمحتي دي امجاد) .. نظرت اليه في لا مبالاة ثم قالت في سخرية : (شايفها شنو انتا … كارو). ليواصل الشاب مشواره سيراً على الاقدام بعد ان احس بأنه اخطأ في السؤال .. لعل المشهد السابق هو ما دفعنا لنقتحم تلك المراة الغامضة التي كان كل من عبر بجوارها وهي تحتل مقعد السائق في عربة الأمجاد وتسترعى انتباه العابرين سألناها عن سر وجودها في الامجاد . فقالت بعد ان رسمت ابتسامة على شفتيها : (اسمي اماني الصادق ابراهيم وانا من امدرمان حي الضباط ) سألناها عن قيادتها لعربة أمجاد في وسط الخرطوم وعن غرابة الحدث .. فأجابت بعد ان وضعت كفيها على المقود : (أساساً كنت أقود سيارة صالون صغيرة .. ثم قمت بتبديلها الي اتوس .. ثم اضطرتني ظروف الحياة لبيعها وامتلاك هذه الامجاد التي اشتريتها خصيصاً لمواجهة تلك الظروف فأنا أقوم بتوزيع البضاعة بها . وأسهمت بشكل كبير في تقليل الضغط ) .. عن حملها للمشاوير في الطريق العام قالت انها لا تحمل اي مشوار الا مضطرة .. واذا اضطرتها الظروف فلا تحمل الا النساء .. وتقول ( ابحث عن عن رجل امين لأسلمها له.. لكنني لم اجد حتى الآن ). أماني اكثر ماتعاني منه في الشارع هي (الحقارة ) التي يمارسها عليها بعض سائقي الحافلات الكبيرة .. وتقول : ( الناس ديل حاقرين بي وصراحة انا قلبي حار وما بتحمل الحقارة ). سألناها حول دخول المراة في امتلاك سيارات الاجرة كالتاكسي والحافلة والآن الامجاد .. فقالت بسرعة : (انا لدي راي سالب تجاه اي امراة تقود حافلة او تاكسي وتعمل به (كأجرة ) لأنها تفقد بذلك معاني (الانوثة) في داخلها . سألناها حول أطرف موقف مر بها فقالت : ( كنت قبل ايام في مناسبة وعند عودتي أشارت لي بعض النسوة وما ان توقفت لهن حتى اصابتهن الدهشة .. وقالت لي احداهن : (معليش) فما كان مني الا ان اوصلتهن في طريقي بعد ان أزلت مخاوفهن من الركوب معي )..

صحيفة الراي العام

Exit mobile version